سورة الشعراء
  في عدم إيمانهم به، وذلك هو المراد بقوله تعالى: {كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ(١) فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ ٢٠٠ لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا(٢) الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ٢٠١} وقد علموه وعرفوا معانيه وما المراد منه لكنهم رفضوا الإيمان به والعمل بما فيه؛ عناداً وكفراً وتمرداً على الله تعالى، ولن يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم.
  {فَيَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ٢٠٢(٣) فَيَقُولُوا هَلْ نَحْنُ مُنْظَرُونَ ٢٠٣} وأخبر أنهم لن يؤمنوا به وسيضلون على كفرهم وعنادهم إلى أن يروا نزول العذاب بهم فعندها سيتفاجأون عند رؤيته فيطلبون الغوث، ويترجون من الله سبحانه وتعالى أن يمهلهم حتى يستدركوا ما فاتهم.
  {أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ ٢٠٤}(٤) كانوا يطلبون من النبي ÷ أن يعجل
(١) سؤال: هل تقصدون أن معنى {سَلَكْنَاهُ ...} إلخ: أدخلناه في قلوبهم حين جعلناه بلغتهم وحسب أفهامهم؟
الجواب: نعم، ذلك هو المراد.
(٢) سؤال: ما الهدف من جعل رؤية العذاب غاية عدم إيمانهم؟
الجواب: جعل ذلك غاية عدم إيمانهم:
- لحسم طمع النبي ÷ والمؤمنين في إيمانهم مدة التكليف.
- أنهم إذا رأوا العذاب سيؤمنون، فإذا عرف النبي ÷ أن إيمانهم لا يحصل إلا عند رؤيتهم للعذاب الأليم فإنه يحصل له اليأس من إيمانهم، ويزول طمعه ورجاؤه في إيمانهم.
- بيان شدة شكيمتهم في الكفر وعظيم تكبرهم.
(٣) سؤال: فضلاً ما إعراب: {بَغْتَةً}؟ وما محل جملة: {وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ٢٠٢}؟ وإذا كانت هذه الجملة مفهومة من قوله: {بَغْتَةً} فما الوجه في تكريرها؟
الجواب: «بغتة» مفعول مطلق لتأتيهم؛ لأنه من نوعه، أو لفعل محذوف: يبغتهم بغتة. «وهم لا يشعرون» جملة حالية في محل نصب من ضمير المفعول، وهذه الحال كالمؤكد لبغتة، فتسمى حالاً مؤكدة.
(٤) سؤال: فضلاً ما هو التحقيق في معنى الاستفهام في هذه الآية: {أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ ٢٠٤}؟
الجواب: الاستفهام هنا للإنكار التوبيخي والتهكمي، استنكر الله تعالى عليهم حين خصوا عذاب الله الذي لا يعذب عذابه أحد بالاستعجال، فطلبوا نزوله بهم، فوبخهم الله على ذلك، وجهَّلهم =