سورة الشعراء
  {أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ ٢٢٥}(١) ألم تعلم أن الشعراء عادتهم التقلب والتحول، فمرة يمدحون ومرة يذمون، ومرة يهجون، و ... إلخ، فالشاعر الواحد ترى أشعاره متناقضة ينقض بعضها بعضاً، بينما القرآن على نمط واحد وأسلوب دقيق، سالم عن الاختلاف والتناقض.
  {وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ ٢٢٦} وكذلك طبيعتهم الكذب والإكثار منه.
  {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ٢٢٧}(٢) ثم استثنى الله سبحانه وتعالى القليل منهم وهم الذين آمنوا بدعوتك يا محمد، وعملوا الأعمال الصالحة، وانتصروا للنبي ÷ في أشعارهم(٣) واستغلوها في رد هجاء المشركين للنبي ÷، ثم أخبر الله سبحانه وتعالى بأن هؤلاء المشركين عما قريب سيرون المصير الذي أعده لهم، وأين ستكون نهاية أمرهم.
  * * * * *
(١) سؤال: ما السر في تقديم المعمول: {فِي كُلِّ وَادٍ} على عامله؟
الجواب: السر في تقديمه هو الاهتمام به من حيث أنه المستنكر الذي بعث على الكلام فلم يستنكر عليهم مضيهم في الشعر وذهابهم فيه وإنما استنكر عليهم خوضهم في الأعراض والذم بغير حق ومدح من لا يستحق المدح والكذب وقول الزور و ... إلخ.
(٢) سؤال: ما إعراب: {أَيَّ مُنْقَلَبٍ}؟ وأين معمول: {سَيَعْلَمُ}؟
الجواب: «أي منقلب» مفعول مطلق والعامل فيه «منقلبون» الذي بعده، و «سيعلم» معلقة عن العمل بالاستفهام فتكون جملة الاستفهام في محل نصب.
(٣) سؤال: فضلاً ما خلاصة الكلام في الشعر حسنه وقبيحه؟
الجواب: حسن الشعر ما كان منه في حدود الحق ولم يتجاوز به إلى قول الباطل كذم من لا يستحق الذم وهتك الأعراض المصونة و ... إلخ. وقبيحه ما كان منه في قول الباطل والزور وهتك الأعراض المصونة وقول الكذب ومدح الظالمين وتزيين أعمالهم الظالمة وتحقير المؤمنين والتنقيص من شأن الصالحين أو ما من شأنه أن يثير العداوات والتفرقة بين المؤمنين أو ما قد يكون سبباً لإثارة فتنة أو للتهييج على فعل معصية أو ما أشبه ذلك. وتلخيص ذلك: أن حسنه حسن، وقبيحه قبيح.