سورة البقرة
  {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ} أنفقوا بعض ما كسبتم من طيبات الرزق، {وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ} وأنفقوا مما أخرجت لكم الأرض من الحبوب والثمار وقد حدد رسول الله ÷ مقدار الواجب من الصدقة وذلك هو العشر من العنثري في مفهومنا ونصف العشر من المسنى.
  {وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ}(١) لا تنفقوا الثمرة الفاسدة والرديئة وتتعمدوا إخراجها {وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ} أي: لو أن أحداً أعطاكم لم تأخذوه لرداءته إلا على وجه الحياء، وهو المراد بـ (تغمضوا فيه)، فهذا لا تتعمدوا إخراجه والتصدق به(٢).
  {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ ٢٦٧} ليس محتاجاً لصدقاتكم ونفقاتكم فأخرجوا لله من أموالكم ما تحبونه دون الخبيث.
  {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ} الشيطان يثبطكم عن الصدقة ويخوفكم الفقر فلا تطيعوه، {وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ} بالأعمال القبيحة.
  {وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا}(٣) والله تعالى يدعوكم إلى الإنفاق ويعدكم عليه بالمغفرة وبالبركة في أموالكم وبأن يخلف عليكم بأضعاف مضاعفة، ويتفضل عليكم بمواهب الإحسان في أموالكم وأولادكم وأعماركم وفيما يصلح
(١) سؤال: ما معنى: «لا تيمموا» لغةً؟
الجواب: معناه: لا تقصدوا الخبيث وتتوجهوا إليه بالإنفاق.
(٢) سؤال: هل يحمل هذا الحكم على الواجبات أم يعمم حتى ولو في النافلة وغير الواجب؟
الجواب: لا تقبل الصدقة سواء أكانت نافلة أم فريضة إلا إذا كانت من المال الذي يحبه المتصدق دون الخبيث.
(٣) سؤال: ما الوجه في تقديم المغفرة على الفضل مع أن سياق المقابلة يقتضي تقديم الفضل على المغفرة؟
الجواب: قدمت المغفرة لأنها أعظم نفعاً في الدنيا والآخرة.