سورة البقرة
  دينكم ودنياكم، {وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ٢٦٨} ذو الملك الواسع والفضل العظيم، الذي يعطي ولا ينقصه الإعطاء، وهو عالم بمن يستحق أن يعطيه.
  {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ٢٦٩}(١) يعطي الله سبحانه المعرفة والعلم أولياءه الذين استجابوا لدعوته واتبعوا رسله واتقوه وسمعوا له وأطاعوا فهؤلاء يعطيهم الله تنويراً في قلوبهم يهتدون به إلى مراشدهم ويميزون به بين ما يحسن وبين ما يقبح وبين ما
(١) سؤال: الذي فهم من هذا أن إيتاء الحكمة بمعنى التنوير والبصيرة، فهل ما يقال من العلم اللدني مثله؟ وأنه لا بد من الطلب للعلم حتى يحصل أم أنه شيء آخر؟
الجواب: التنوير والبصيرة آلة لاكتساب العلم والمعرفة بها يدركون آيات الله الدالة على عظمته وقدرته وعلمه وعظيم رحمته و ... إلخ، ويدركون بها أحكام دينهم التي في كتاب ربهم وسنة نبيهم ÷، ويبصرون بها دقائق المعارف، ويفهمون بها من أمور دينهم ما لا يفهمه غيرهم، ويميزون بها بين الحسن والقبيح و ... إلخ، فعلى هذا تكون البصيرة والتنوير طريقاً إلى اكتساب المعارف والعلوم، والمعارف هي:
١ - معارف يعلمها المكلف بضرورة العقل.
٢ - ومعارف يعلمها بالنظر والاستدلال.
٣ - ومعارف عن طريق رسل الله À، والمراد المعارف الدينية في القسمين الأخيرين، ومن القسم الأخير معارف تحصل بالفهم والنظر الدقيق في الكتاب والسنة مع التنوير والبصيرة.
- والأحكام الشرعية لا طريق إليها إلا طريق رسل الله وأنبيائه À؛ لذلك نقول: إن دعوى من يدعي العلم اللدني من غير طرق العلم التي ذكرنا دعوى باطلة: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ١١١}[البقرة].
- وقد ظهر في هذا الوقت عدد من الناس يدعون العلم اللدني، يفسرون القرآن بعلمهم اللدني كما يدعون فيقولون في «﷽» إن الرحمن علي بن أبي طالب #، يفسرون القرآن على هذا النحو.