محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة البقرة

صفحة 164 - الجزء 1

  يأتون وما يذرون من أعمال دينهم ودنياهم، ومن حظي من الله بهذا العطاء فقد فاز بالخير الكثير وظفر بأسباب السعادة الدنيوية والدينية، إلا أنه لا يعرف هذا العطاء وما يترتب عليه من الخير الكثير والفوز العظيم وسعادة الدنيا والآخرة إلا أهل العقول الزاكية التي لم تدنسها الأهواء والشهوات ولم تفتنها زينة الحياة الدنيا.

  {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ}⁣(⁣١) أي: نفقة أنفقتموها صغيرة أم كبيرة أو نذر نذرتموه فالله مجازيكم على جميع ذلك، {وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ٢٧٠} يوم القيامة فلا يجدون يوم القيامة من يدفع عنهم عذاب الله.

  {إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} تصدقوا أيها المؤمنون كيفما شئتم سراً أو جهراً⁣(⁣٢) فإنها مقبولة عند الله ولكم أجركم وثوابكم، ولكن صدقة السر أفضل.

  {وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ} بالصدقة، {وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ٢٧١} يثيبكم عليها يوم القيامة.

  {لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ} يا محمد، فليس عليك أن يدخل الناس في الهدى ويستجيبوا لدعوتك ما عليك إلا أن تبلغ رسالة ربك، {وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ}⁣(⁣٣) ومن دخل في دينك واستجاب لدعوتك فإنما دخل بهداية الله وتوفيقه،


(١) سؤال: هل تدل الآية على فضيلة النذر؟

الجواب: يؤخذ من الآية الدليل على فضيلة النذر.

(٢) سؤال: هل يشترط في صدقة الجهر أن يأمن المتصدق من الرياء، وبه يقتدى؟

الجواب: يشترط في قبول صدقة الجهر أمن الرياء وبه يقتدى.

(٣) سؤال: هل هداية الله لمن يشاء من باب: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ ١٧}⁣[محمد]؟

الجواب: هداية الله هنا هي من باب: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ ١٧}.

سؤال: قد يستدل البعض بهذه الآية ونحوها: {إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى ١٢}⁣[الليل]، أن الهدى من الله لا من كثرة الإرشاد وعناء الموعظين، فكيف يمكن توجيه ذلك؟

الجواب: الهدى في قوله تعالى: {إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى ١٢} يراد به الدلالة على طريق الهدى بإرسال =