سورة البقرة
  وهداية الله وتوفيقه إنما تكون للمتواضعين لعظمة الله دون المتكبرين الظالمين.
  {وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ} والله ليس محتاجاً لنفقاتكم وصدقاتكم، فأنتم المنتفعون بها وثوابها هو لكم وحدكم.
  {وَمَا تُنْفِقُونَ(١) إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ} ليرضى عنكم وتنتفعوا بثوابه، {وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ٢٧٢} لا ينقص الله من ثوابكم شيئاً وسيوفيكم الله ثواب صدقاتكم ويضاعفها لكم.
  {لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ}(٢) كأنه قال: خصوا بالصدقة وتصدقوا على أولئك الفقراء الذين كانوا في زمان النبي ÷ قد حاصرهم المشركون في المدينة لا يستطيعون الخروج {لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ} لا يستطيعون السفر للتجارة وطلب الرزق.
= الرسل وإنزال الكتب ليبين للناس الطريق الحق، فمن اهتدى فلنفسه ومن عمي فعليها.
(١) سؤال: هل المراد به الأمر بالإنفاق على ذلك الوجه، أم الإخبار عن المؤمنين بأنهم لا ينفقون إلا ابتغاء وجه الله؟
الجواب: وردت الآية في سياق الآيات: الإنفاق الخالص والإنفاق الذي يتبعه المن والأذى، والتحذير من إبطال الإنفاق، وإنفاق الطيبات من الرزق، وإلى آخر ما ذكر الله من الترغيب والترهيب في الإنفاق، وهذه الآية هي من الآيات المرغبة في الإخلاص وترك المن والأذى، وقد ورد في هذه الآية ثلاث جمل متتابعة متعاطفة: {وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ٢٧٢} والمعنى: أن نفع الصدقة عائد إليكم أيها المنفقون، وتطلبون بها طاعة الله ورضوانه، وسيوفيكم الله ثواب الصدقة، ولا ينقصكم من ثوابها شيئاً، فما دام هذا هو شأن المؤمنين وحالهم فلماذا يمنون بها؛ لذلك نقول في جواب ال سؤال: إن المراد الإخبار عن المؤمنين، وليس المراد الأمر.
(٢) سؤال: هل يصح أن تحمل على أنهم أحصروا أنفسهم من أجل دين الله، والاشتغال برفعته وتبليغه؟
الجواب: لا مانع من حمل إحصارهم على أي من المعنيين، أو عليهما جميعاً.