سورة البقرة
  {يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ} لا يبارك الله سبحانه وتعالى في الربا ولو كانت أمواله تتضاعف، فالله يمحق بركته، وأما الصدقة فيربيها الله له، بمعنى: يبارك فيها، ويزيد في حسناتها، {وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ ٢٧٦} والله سبحانه لا يحب المصرين على الكفر المنغمسين في فعل المآثم من الربا والظلم والفساد في الأرض، فهؤلاء لا نصيب لهم في رحمة الله ولا في توفيقه وكريم ألطافه، وليس لهم عند الله إلا غضبه ولعنته وأليم عذابه.
  {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ٢٧٧} وعد من الله للمؤمنين بتأمينهم من أفزاع يوم القيامة وأهوالها لا يلحقهم خوف ولا حزن، وهذا الوعد الحسن هو للذين صدقوا في إيمانهم بالله وبرسوله وبما أنزل الله على رسوله ÷، وحافظوا على ما أمرهم الله به من الأعمال الصالحة التي أوجبها الله تعالى عليهم وحافظوا على إقامة الصلوات المفروضات وعلى أداء ما افترضه الله تعالى عليهم من الزكاة.
  {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ٢٧٨} كان الناس في أول الإسلام يتعاملون بالربا فقال الله تعالى: {اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا}(١) عند الناس فلا تأخذوا إلا رؤوس أموالكم فقط، وذروا ما زاد عليها، فإذا كان قد أعطى أحداً مائة دينار إلى أجل على أن يردها وعشرين عليها فلا يأخذ إلا المائة، وهذا تسهيل من الله في توبة المرابين.
  {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا} وأبيتم إلا أخذ رأس مالكم مع الربا {فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} فاعلموا أن الله حرب عليكم مع رسوله ÷(٢).
(١) سؤال: هل يصح أن يحمل قوله: {وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا} على ترك التعامل بالربا؟
الجواب: الحمل على ما ذكرنا هو المناسب للسياق فإن بعدها: {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ}.
(٢) سؤال: ما معنى: الحرب من الله ورسوله؟
الجواب: هو أن يأمر الله تعالى نبيه ÷ والمؤمنين بسل السيف على أهل الربا.