سورة العنكبوت
  من غير أن ينقص من أوزارهم شيء.
  {وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ١٣} وسيحاسبهم الله سبحانه وتعالى يوم القيامة ويسألهم عن افترائهم الكذب على الله تعالى ونسبة الشركاء إليه.
  {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ(١) إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ ١٤} أمر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ أن يصبر على أذى قريش وتكذيبهم وكفرهم وعدم استجابتهم، وأن ينظر إلى من سبقه من الأنبياء وما لاقوا من أقوامهم، فقد لبث نوح # يدعو قومه تسعمائة وخمسين عاماً، ومع ذلك فلم يؤمن به أحد من قومه، فعذبهم الله تعالى بالطوفان وأغرقهم جزاءً على تكذيبهم وتمردهم.
  {فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ} قبل أن ينزل الله سبحانه وتعالى عذابه بقوم نوح أمر نوحاً # أن يصنع سفينة له ولمن آمن معه؛ لينجُوا فيها من العذاب النازل بقومه.
  {وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ ١٥} وقد مكثت هذه السفينة بعد الطوفان قروناً عدة، تركها الله سبحانه وتعالى آية لمن أراد أن يعتبر من الأمم بعدهم، ولينظروا كيف كان مصير الذين كذبوا وتمردوا على أنبيائهم؛ وقد قيل إن بقايا سفينة نوح # لا زالت
= غير أن ينقص من وزرهم شيء» أو كما قال، فقوله: {وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِنْ شَيْءٍ} أي: أن خطايا التابعين تامة كاملة لا ينقص منها شيء، وبما أن المتبوع هو السبب في خطايا التابعين فهو في الحكم كالفاعل لها فعليه ذنبها من غير أن ينقص من ذنوب فاعليها شيء، وحينئذ فيكون الفاعل لجريمة التابعين طرفان التابع والمتبوع فيتحمل كل طرف ذنبه، فقوله: {وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِنْ شَيْءٍ} أي: من خطاياهم الخاصة بهم التي يستحقونها على فعلتهم.
(١) سؤال: ما إعراب «ألف سنة»؟
الجواب: «ألف» ظرف زمان؛ لأنه أضيف إلى ظرف فأخذ منه ظرفيته.