سورة العنكبوت
  قائمة إلى اليوم والله أعلم بصحة ذلك(١).
  {وَإِبْرَاهِيمَ(٢) إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ١٦} وكذلك قص الله سبحانه وتعالى لنبيه ÷ قصة إبراهيم # ودعوته لقومه إلى عبادة الله سبحانه وتعالى وحده وترك عبادة الأصنام؛ ليحذر قومه أن ينزل بهم سخط الله وعذابه كما نزل بقوم إبراهيم، وليعتبروا بهم إن كانوا من أهل العقول.
  {إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا}(٣) يحاججهم إبراهيم #
(١) سؤال: يقال: هل يمكن أن يكون جعلها آية - إبقاءها عبرة معنوية لمن تفكر وتأمل في خبرها المتواتر المشهور بين الناس وخبر أهلها، لا آية حسية كما في إبقاء فرعون وحفظه؟
الجواب: نعم، يصح ذلك لأن العبرة تحصل بالخبر المعلوم كما تحصل بالمرئي المحسوس، فهي آية لمن رآها ولمن لم يرها.
(٢) سؤال: علام عطف قوله: «وإبراهيم»؟
الجواب: معطوف على «نوحاً»، أو على ضمير المفعول في «أنجيناه»، أو لفعل محذوف.
(٣) سؤال: ما العلة في تسمية انتحالهم الكذب خلقاً؟ وهل هي من أقوى الأدلة على نسبة فعل العبد إليه؟ وهل يؤخذ منها جواز تسمية فعل الإنسان خلقاً؟ إن كان فما هو الداعي لأكثر العدلية والزيدية إلى عدم استخدامها في ألفاظهم والتعبير بدلاً عن ذلك بقولهم: «فاعل الشر» ونحوه؟
الجواب: سمي الكذب خلقاً في هذه الآية لوجود المعنى الموضوع له لفظ الخلق والخلق هو التقدير، أي: تقدرون إفكاً، فكأن الإفك المذكور في هذه الآية كان إفكاً اجتمع على صنعته أهل الرأي والمشورة، ولم يخرجوه إلا بعد أن قدروه تقديراً وأحكموه إحكاماً، وكان هذا الإفك مثل الإفك الذي أدلى به الوليد بن المغيرة المخزومي المذكور في سورة المدثر: {إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ ١٨ فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ١٩ ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ٢٠ ثُمَّ نَظَرَ ٢١ ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ ٢٢ ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ ٢٣ فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ ٢٤} فقول المغيرة هذا: {إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ ٢٤} هو ناتج عن تفكير وتقدير ونظر عميق، فمثل هذا الكذب يصح أن يقال فيه: إن أصحابه خلقوه، أي: قدروه وأحكموه وفكروا فيه =