سورة العنكبوت
  أعينهم جميعاً سالماً ففي ذلك آية عظيمة لهم إن أرادوا أن يتعظوا ويعتبروا، ويعلموا أنهم في ضلال.
  {وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَوَدَّةَ(١) بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} يخاطب إبراهيم # قومه بأنكم لم تتخذوا هذه الأصنام وتعبدوها إلا لأجل أهواء أنفسكم، وإشباع شهواتكم ورغباتكم بالتواد والتواصل بينكم، وذلك لما يحصل من اجتماعهم عندها من اختلاط الرجال بالنساء، والرقص والغناء، واللهو واللعب، ونحو ذلك.
  {ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا} ويوم القيامة لن تجتمعوا كما كنتم تجتمعون في الدنيا حول أصنامكم هذه بل كل واحد سيلعن صاحبه، ويتهم كل واحد منكم الآخر بأنه السبب في ضلاله وإغوائه وكفره، ولن ينفع أحد الآخر كما هو شأنكم في الدنيا من الاجتماع والتآلف على المعاصي والشهوات.
  {وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ ٢٥} ومرجعكم جميعاً إلى جهنم، وعذابها ولن تجدوا من يدفع عنكم عذابها.
  {فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ} أخبر الله سبحانه وتعالى أنه لم يؤمن لإبراهيم # من قومه (أهل بابل) إلا لوط #(٢).
(١) سؤال: ما إعراب «مودة بينكم»؟ وما الوجه في إضافتها إلى الظرف؟ وهل تنوينها ونصب الظرف هو الأولى؟
الجواب: «مودة» مفعول من أجله، أو مفعول ثان لاتخذتم. وتنوين مودة ونصبها هو الأصل. والإضافة هنا مثل الإضافة في قوله تعالى: {بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ ..}[سبأ: ٣٣]، ويمكن أن يلحق هذا بالإسناد المجازي.
(٢) سؤال: من أين نفهم هذا الحصر في لوط #؟
الجواب: فهم ذلك من تخصيص لوط # بالذكر؛ إذ لو كان معه غيره لذكروا جرياً على سنة الله عند ذكره لرسله، فإنه يذكر المؤمنين الذين اتبعوه، ولم يذكر هنا إلا لوطاً #.