سورة البقرة
  {ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ} أعدل {وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ} عندما يكون مكتوباً، فإذا كانت الشهادة غير مكتوبة فالدين معرض للضياع، {وَأَدْنَى أَلَّا تَرْتَابُوا} أقرب إلى أن لا يحصل لكم ريبة ولا شك وذلك إذا كانت مكتوبة.
  {إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا}(١) إذا كانت نقداً وعدّاً، فلا داعي للكتابة.
  {وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ} فعند البيع والشراء ينبغي الإشهاد عليه، وهذا في الأمور الكبيرة، وأما الصغيرة فلا يضر بدونها(٢).
  {وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ} فلا يجوز أن تلحق الضرر بالكاتب والشهيد، وكذلك الكاتب والشاهد لا يلحقا الضرر بالمشهود عليه والمكتوب له.
  {وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ} مضاررة الكاتب والشهداء لغيرهم معصية عند الله تعالى، أو مضاررتهم، أي: إلحاق الضرر بهم معصية كذلك عند الله سبحانه.
  {وَاتَّقُوا اللَّهَ} في العمل بتعاليمه، {وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ٢٨٢} يعلمنا الله كيف نتعامل في الدين فاعملوا بتعاليمه، وهو عالم بمصالحنا، وأنها التي ستحفظ المودة بيننا، وتمنع العداوة والشقاق.
  {وَإِنْ كُنْتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كَاتِبًا فَرِهَانٌ مَقْبُوضَةٌ} إذا تداينتم بدين وكنتم في سفر ولم تجدوا من يكتب بينكم فليضع المستدين رهناً عن الدين الذي عليه؛ لأجل أن يستوفي منه إن مطله المستدين.
  {فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ} فإذا حصلت الثقة بين الطرفين فلا حرج في المداينة بدون كتابة وإشهاد أو رهن، وعلى المديون أن يقضي الدين ويؤديه إلى صاحبه، {وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ} في تأدية ما عليه من الدين.
(١) سؤال: ما موضع: «ألا تكتبوها» الإعرابي؟
الجواب: موضعها الجر بـ «في» محذوفة.
(٢) سؤال: من أين أخذ أنه لا يضر في الأمور الصغيرة؟
الجواب: أخذ من العادة العامة للمسلمين من غير نكير.