محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة البقرة

صفحة 173 - الجزء 1

  {وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ٢٨٣} ثم إذا حصل تناكر فعلى الشهود أن يدفعوا ما عندهم من الشهادة ولا يحل لهم أن يخفوها، ومن كتمها عند الحاجة فإن الله سيؤاخذه على كتمها ويجازيه على سوء فعله.

  {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} ملك السماوات والأرض لله.

  {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} فهو عالم بكل شخص وما في نفسه؛ فليحذر فسيحاسبه الله على كل صغير وكبير.

  {فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ٢٨٤} فيغفر الله تعالى لأهل القلوب السلمية من النفاق ومن الخبث التي صدق فيها الإيمان والإخلاص ويعذب أهل القلوب التي تحمل النفاق والخبث ولا تؤمن بالله واليوم الآخر⁣(⁣١).

  {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ}⁣(⁣٢) فقد آمنوا بالرسل كلهم، فلم يؤمنوا ببعض ويكفروا ببعض مثل اليهود حين آمنوا بموسى # وكفروا بعيسى ومحمد @.


(١) سؤال: هل المحاسبة على ما خفي محمولة على النفاق والخبث؟ وإذا لم تكن محمولة عليه فكيف نوفق بين هذا وبين ما عُلِمَ أن الله رفع عن الأمة ما حدثت به أنفسها؟

الجواب: المحاسبة محمولة على النفاق والخبث؛ لذلك ورد بعدها بيان الإيمان الصادق مفصلاً، وقد بدأت السورة بذكر المؤمنين والمنافقين، وختمت بذكر المؤمنين والمنافقين.

(٢) سؤال: لم عدل إلى قوله: {لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ} مع أن ظاهر السياق والنظم أن يقول: ولم يفرقوا بين أحد من رسله؟

الجواب: أن جملة «لا نفرق» محكية لقول محذوف تقديره: قائلين لا نفرق.