محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الروم

صفحة 356 - الجزء 3

  {ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى أَنْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ ١٠}⁣(⁣١) ثم أخبر الله سبحانه وتعالى عن عاقبة أولئك الذين يرتكبون المعاصي والسيئات، فقال إن عاقبتهم هي الكفر بالله تعالى وبما جاءتهم به رسله، وأن معاصيهم تلك هي التي جرتهم إلى ارتكاب معصية الشرك بالله تعالى والتكذيب بأنبيائه ورسله، وهي السبب في دخولهم في الكفر.

  {اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ} وهذا محسوس مشاهد نراه بأعيننا، فنرى الشجرة بعد أن لم تكن، وكذلك الثمر نرى حدوثه وخروجه، ونرى كذلك ما يحصل من التوالد والتكاثر، فحتماً سنعلم من خلال ذلك أن الله على كل شيء قدير.

  {ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ١١}⁣(⁣٢) وأنه لا بد أن يعيد خلقكم يوم القيامة


(١) سؤال: فضلاً فصلوا لنا إعراب: {عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى أَنْ كَذَّبُوا}؟ وما نوع اسمية «السوأى»؟

الجواب: «عاقبة» خبر كان مقدم، و «الذين» مضاف إليه، «أساءوا» صلة الموصول لا محل لها من الإعراب، «السوأى» اسم كان مرفوع، «أن كذبوا ..» في تأويل مصدر بدل من السوأى أو عطف بيان، و «السوأى» مؤنث الأسوأ اسم تفضيل.

(٢) سؤال: ما السر في عطف الرجوع على الإعادة وهما تقريباً شيء واحد؟ وما الحكمة في الإتيان بـ «ثم» في ذلك العطف؟

الجواب: عطف الرجوع على الإعادة لأنه غير الإعادة؛ لأنه يحصل يوم القيامة:

١ - بعث الأموات وإحياؤهم وهذا هو الإعادة.

٢ - الحساب على الأعمال والجزاء عليها، فمن كان من المحسنين أدخله الله جنات النعيم، ومن كان من المجرمين أدخله في عذاب الجحيم، وهذا هو الرجوع إلى الله، فهذا هو تفسير الرجوع في هذه الآية.

أما في نحو: «إنا لله وإنا إليه راجعون» ونحوها فيمكن أن يفسر الرجوع بمجموع الأمرين، كما ذكرتم في السؤال.

=