سورة الروم
  {فَسُبْحَانَ(١) اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ ١٧}(٢) ثم أمر الله سبحانه وتعالى عباده بتسبيحه وذكره في هذه الأوقات، وقد أراد بذلك أداء الصلاة في هذه الأوقات فصلاة المساء هي صلاة المغرب والعشاء، وصلاة الصبح هي صلاة الفجر.
  {وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ}(٣) وأنه وحده الذي يستحق الحمد والثناء لما أنعم به من النعم الظاهرة والخفية.
  {وَعَشِيًّا(٤) وَحِينَ تُظْهِرُونَ ١٨} ثم أمر بتسبيحه في هذه الأوقات أيضاً،
(١) سؤال: ما إعراب: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ}؟ ومن أين نفهم أنه أمر للعباد بالتسبيح؟
الجواب: الفاء هي الفصيحة، أي: فإذا تبين ذلك فسبحان الله، وسبحان: مصدر منصوب بفعل محذوف وجوباً، أي: أسبح أو نسبح سبحان الله. وفهم أنه أمر للعباد بالتسبيح بالقرائن وهي:
- ذكره لأوقات الصلوات الخمس.
- أنه قال: فسبحان الله حين تمسون، فعلق التسبيح بحين مستقبل بالنسبة للمخاطب فعلم أنه يريد منا حصوله في ذلك الحين المستقبل، وهذا هو ما نريده في التفسير.
(٢) سؤال: هل يستوحى من هذه الآية أن الليل يسبق النهار؟ وأنه يحسب اليوم من دخول المساء أم لا؟
الجواب: الذي يخيل إلي في الباعث على البدء بذكر المساء: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ} على البدء بالصباح هو أن رسول الله ÷ كان يقرأ القرآن على أصحابه ويتلوه عليهم ويعلمهم في النهار دون الليل؛ لأنهم كانوا أهل أعمال شاقة يشق عليهم بسببها سهر الليل، فاقتضى الحال لذلك أن يؤمروا أولاً بصلاة المساء؛ لأنها أول صلاة يستقبلونها.
(٣) سؤال: ما معنى ظرفية السماوات والأرض للحمد؟ وكيف ساغ إقحام المكان (السماوات والأرض) بين الأزمنة المتعاطفة؟
الجواب: السموات والأرض هي أمكنة الثناء على الله وأمكنة حمده وشكره لا ينبغي أن يحمد فيها سواه، فهو وحده الذي يستحق الحمد والشكر. وجملة: {وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ} جملة معترضة بين المتعاطفات وفي إقحامها إشارة إلى الأمر بالتسبيح.
(٤) سؤال: ما نكتة تقديم العشي على الظهر مع مخالفتها للترتيب المعهود؟
=