سورة الروم
  لكم من أنفسكم أزواجاً وألقى المودة بينكم لتسكنوا وتستريحوا إليهن، وما جعل بينكم من الصلات والترابط والألفة. ومعنى «من أنفسكم»: من جنسكم لا من جنس آخر.
  {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ٢١} وأن من نظر وتفكر في آياته هذه فسيعرف قدرة الله تعالى وعظمته وإحاطة علمه بكل شيء.
  {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ} وكذلك من آياته الدالة على علمه وحكمته وقدرته خلق السماوات والأرض، ففي ذلك دليل واضح على الله تعالى لمن نظر وتفكر فيها.
  {وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ(١) وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ ٢٢}(٢) وكذلك من آياته الدالة عليه اختلاف اللغات باختلاف البلدان، فلكل أهل بلاد لغة يتخاطبون بها فيما بينهم، وكذلك لون البشرة التي تختلف باختلاف البلدان، فترى أهل هذا البلد تختلف بشرتهم عن بشرة أهل ذلك البلد الآخر، وفي البلد الواحد أيضاً لكل فرد صورة يتميز بها عن غيره، وعلى الرغم من كثرة الناس لا تكاد ترى اثنين بينهم متشابهين، مما يدل ذلك على مدى قدرة الله سبحانه وتعالى الخارقة، وعلمه المحيط بكل شيء.
  {وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ}(٣) وكذلك
(١) سؤال: هل يصح حمل اختلاف الألسنة على اختلاف الأصوات وتمايزها حتى في البيت الواحد والقرية الواحدة؟ أم لا؟
الجواب: نعم، يصح التفسير بما ذكرتم فقد فسرت الآية بالوجهين أي: باختلاف اللغات وباختلاف الأصوات، فلكل شخص صوت متميز عن كل صوت من أصوات الناس.
(٢) سؤال: لماذا خص الله الآيات هذه بالعالِمين فقط؟
الجواب: خصوا بها لأنهم الذين انتفعوا بها وبما فيها من الدلالة على عظمة الله.
(٣) سؤال: يقال: هل يستفاد من هذه الآية أن النوم بالنهار حسن لا قبح فيه؟ أم أن النهار متعَلَّقٌ للابتغاء فقط؟
=