محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الروم

صفحة 363 - الجزء 3

  {ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ}⁣(⁣١) وسيعيد ذلك الخلق بعد إعدامه، لا كما يزعم أولئك المنكرون للبعث بعد الموت، بل إن إعادة الخلق أهون على الله تعالى من الابتداء في الظاهر.

  {وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى⁣(⁣٢) فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ⁣(⁣٣) وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ٢٧} فهو وحده الذي يستحق تلك الصفات العظيمة من القدرة والعلم والعظمة والكبرياء وكل صفات الكمال التي سمى بها نفسه، والعزيز هو القوي الذي لا يغلبه غالب، وهو الغالب لكل شيء، والحكيم هو الذي كل أفعاله على حسب ما تقتضيه الحكمة والمصلحة، وقد تنزه أن يفعل شيئاً لغير غرض أو مصلحة.


(١) سؤال: هل أفعل التفضيل «أهون» على بابه أم لا، فكيف؟

الجواب: يمكن إجراؤه على ظاهره وعلى بابه، ويكون التفضيل مصروفاً إلى المخاطبين، أي: إلى ما هو مركوز في اعتقاد المخاطبين وعلى هذا فسرنا الآية. ويمكن أن يعدل به عن ظاهره إلى معنى هين أي: إلى معنى الصفة؛ لأن خلق المخلوقات عند الله على سواء لا يثقل عليه مخلوق ويهون عليه خلق مخلوق آخر {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ٨٢}⁣[يس]، {مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ}⁣[لقمان: ٢٨].

(٢) سؤال: حينما نستخدم أقيسة كثيرة لتفهيم بعض النقاط في أصول الدين فيقال بعدها: «ولله المثل الأعلى» فيثبت لله ما أنتجه القياس مثل: أن علم الله لا يؤثر في المعلوم، فهل هذا صحيح؟

الجواب: يجوز ويصح استخدام الأدلة جميعها في تفهيم الطالب وترسيخ المعلومة في فهمه، ويستثنى من ذلك ما يفهم منه التصوير والتحديد أو التجسيم لله تعالى أو تشبيهه بالمخلوقين.

(٣) سؤال: ما فائدة التقييد بالسموات والأرض؟

الجواب: ليفيد أن ما في السموات والأرض يدل على وحدانيته وعظمته وقدرته وعلمه و ... إلخ بما فيهما من الآيات البينات على ذلك، وأن الملائكة تسميه بأسمائه الحسنى، وأن أوليائه من أهل الأرض يسمونه كذلك، أي: أن ما في السموات والأرض يسمونه كذلك بلسان الحال والمقال.