سورة الروم
  وغوايتهم فلن يستطيع أحد أن يردهم إلى الهدى، أو يحكم لهم به لا النبي(١) ÷ ولا غيره.
  {وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ ٢٩} ولن يجدوا بعد ذلك من يدفع عنهم عذاب الله تعالى وسخطه الذي استوجبوه.
  {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا}(٢) ثم خاطب الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ - وأتباعُهُ يدخلون تبعاً له ~ - فأمرهم بأن يتوجهوا بأنفسهم إلى إقامة دين الله تعالى والعمل به مخلصين أنفسهم لله سبحانه وتعالى غير مائلين إلى عبادة شيء غيره.
  {فِطْرَةَ(٣) اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} والله تعالى قد فطر الناس(٤) جميعاً على
= على المتبعين لأهوائهم بالضلال وسماهم ضُلّالاً، وذلك من أجل أن لا يكذب آخر الآية أولها.
(١) سؤال: يقال: قد يهدي النبي ÷ من حكم الله عليه بالضلال حكماً هو في معلوم الله غير مؤبدٍ، فكيف؟
الجواب: إذا تراجع الضال عن ضلالته وترك الباطل وعدل بهواه إلى الحق حينئذ يمحو الله الحكم عليه بالضلال ويجد النبي ÷ الطريق إلى هدايته، أما ما دام الضال مصراً على ضلالته فلا سبيل للنبي ÷ ولا لغيره إلى هدايته؛ لأن حكم الله تعالى لا زال سارياً.
(٢) سؤال: هل قوله: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ} من باب الكناية أو المجاز، وضحوا ذلك؟
الجواب: يمكن جعل ذلك استعارة تمثيلية، فإن من اهتم في نفسه بشيء انتصب وأقبل بوجهه إلى ذلك الشيء وأدام النظر فيه، فهذه الجملة المركبة هي المشبه به، أي: مجموعها هو المشبه به، أي: المستعار منه، والمستعار له هو الاهتمام والجد والاجتهاد في نشر الهدى والدين والاستقامة على ذلك.
(٣) سؤال: قوله «حنيفاً» حال من ماذا؟ وما إعراب: {فِطْرَةَ اللَّهِ}؟
الجواب: قد أجازوا أن يكون حالاً من فاعل «أقم»، ومن مفعوله، ومن «للدين». و «فطرة الله» مفعول به لفعل محذوف، أي: الزموا فطرة الله (الإغراء)، فهذا أجود ما قيل فيه من الإعراب.
(٤) سؤال: نريد توضيح معنى فطْرِ اللهِ للناس على ذلك؟
الجواب: طبع الله فطر العقول وغرز فيها أن الفعل لا بد له من فاعل فعله؛ لذلك تجد الطفل عند =