محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الروم

صفحة 367 - الجزء 3

  {مُنِيبِينَ إِلَيْهِ} حال من الناس في قوله: «فطر الناس».

  {وَاتَّقُوهُ} فلا تعصوه فيهلككم ويعذبكم.

  {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ} وقد خص الله سبحانه وتعالى الأمر بإقامة الصلاة؛ لأنها عمود الدين فمن أقامها وحافظ عليها فإنه سيحافظ على بقية الطاعات.

  {وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ٣١} ولا تسيروا بسيرة المشركين في طريق الضلال ومعصية الله تعالى.

  {مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ٣٢}⁣(⁣١) من المشركين الذين صفتهم أنهم كانوا ينقسمون إلى فرق وأحزاب، وكل فريق كان يظن أنه الذي على الحق وأن غيره في ضلال؛ لأن المشركين منهم من يعبد الأصنام، ومنهم من يعبد النار، ومنهم من يعبد الشمس، ومنهم من يعبد البقر، وكل فريق منهم كان له إله يعبده، وقد زين له إبليس أنه على الحق والهدى وغيره في ضلال وهلاك، فنهى الله سبحانه وتعالى عباده أن يكونوا من هؤلاء


= سواه من الأديان، فإذا زينوا لها ذلك وأيّ أبويه وأهل بلده وجيرانه وأقرانه كلهم يدين بذلك الدين ويعظمونه ويكرهون من يخرج عنه أشد الكراهة وأبلغها - لا يجسر على المخالفة، مع أن فطرته غير مصدقة بما وصل إليه من الدين؛ لأن فطرة العقل لا تطمئن إلا إلى الحق ولو كثر الملبسون عليها، إلا أنها تستسلم للأمر الواقع وتذعن لدين الآباء والأجداد والمجتمع، أما الفطرة فلا تذعن ولا تستقر.

(١) سؤال: فضلاً ما إعراب {مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا}؟ وما محل جملة: {كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ٣٢

الجواب: «من الذين فرقوا» بدل من قوله: «من المشركين» فمحله النصب، وجملة «كل حزب بما لديهم فرحون» لا محل لها من الإعراب؛ لأنها مستأنفة في جواب سؤال مقدر.

سؤال: هل إطلاق تفريق الدين على التفرق فيه حقيقة أو مجاز؟

الجواب: تفريق الدين مجاز؛ لأن الظاهر أن التفريق والتفرق هو للمحسوسات، هذا ما ظهر لي من كلام الزمخشري في كتابه (أساس البلاغة) الذي فصل فيه الحقيقة والمجاز.