محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الروم

صفحة 369 - الجزء 3

  {فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ٣٤} يهددهم الله سبحانه وتعالى بسبب كفرهم ذلك وتمردهم عليه، ويخبرهم أنهم عما قريب سوف يعلمون عاقبة كفرهم وتمردهم هذا.

  {أَمْ أَنْزَلْنَا عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا فَهُوَ يَتَكَلَّمُ⁣(⁣١) بِمَا كَانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ ٣٥} يستنكر الله سبحانه وتعالى عليهم عبادتهم للأصنام، ولماذا يعبدونها؟ وهل يملكون حجة ودليلاً على إلهيتها وربوبيتها؟ أم أنهم يعبدونها اتباعاً لأهوائهم وشهواتهم؟

  فلا دليل لهم ولا حجة ولا سلطان لا من كتاب ولا من عقل ولا من أي شرع، وإنما يتبعون أهواءهم وما تدعو إليه أنفسهم.

  {وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا} وأيضاً من طبيعتهم أنهم إذا أسبغ الله تعالى عليهم النعم وأوسع عليهم في الأرزاق فرحوا بها فرح بطر، واستعملوها فيما يغضب الله تعالى من المعاصي والشهوات.

  {وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ ٣٦} وأنهم إن عاقبهم الله سبحانه وتعالى بسبب ما أذنبوا أصابهم القنوط واليأس من رحمته، وظنوا عند ذلك أنه قد انتهى عليهم كل شيء، لعدم اعتمادهم على الله تعالى وتوكلهم عليه فتنقطع لذلك آمالهم في الله تعالى وفضله، وأنه الذي يعطي ويمنع؛ وأما المؤمن⁣(⁣٢) بالله فهو متوكل عليه في جميع أموره إن أمده بنعمه وأوسع عليه في رزقه شكر الله تعالى على ما أعطاه، واستعان بذلك على طاعته وفعل ما يرضيه، وإن سلب نعمته عنه فلا ينقطع أمله في الله تعالى فهو على يقين أن ما عند الله من العوض خير مما


الجواب: يصح فيها أن تكون لام العاقبة أيضاً، والفاء استئنافية.

(١) سؤال: ما وجه إسناد الكلام إلى السلطان والحجة؟

الجواب: في «يتكلم» استعارة تبعية، حيث شبه الدلالة بالكلام فاستعاره لها.

(٢) سؤال: ما الذي خصص المؤمن مما دلت عليه هذه الآية أدلالة السياق؟ أم مخصصات منفصلة أخرى؟

الجواب: خصص المؤمن السياق كما ذكرنا أولاً.