محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الروم

صفحة 374 - الجزء 3

  لهم لعل ذلك يكون سبباً إلى رجوعهم إلى الله سبحانه وتعالى، وتنبيهاً لهم إن أرادوا أن ينتبهوا من غفلتهم، ويستيقظوا من رقدتهم.

  {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِينَ ٤٢}⁣(⁣١) عندما دعا النبي ÷ قومه رفضوا وعاندوا واستكبروا، فأنزل الله سبحانه وتعالى عليه أن يأمر المشركين بأن ينظروا كيف كانت عاقبة أولئك الذين كانوا يتمردون على أنبيائهم، وذلك عند مرورهم على قراهم ومساكنهم، وكيف أصبحت بسبب ذلك؟ وكيف استأصلهم الله سبحانه وتعالى وأهلكهم جزاءً على كفرهم وتكذيبهم؟

  {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ} أمر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ بأن يتوجه بوجهه وعبادته إلى الدين القيم، وأن يستقيم عليه، وأن لا يأخذه الوهن والفتور في مواصلة دعوته وتبليغه ما أمره.

  {مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ} وهو يوم القيامة، فإذا حان موعده فقد انقطع الأمل، وأغلقت أبواب التوبة، فلا الندم ينفع ولا أحد يشفع.

  {يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ ٤٣} أي: يتفرقون إلى الجنة وإلى النار، وذلك يوم القيامة سينقسم الناس إلى فريقين: كفار ومؤمنين؛ ثم ذكر كل فريق وما يستحق فقال:

  {مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ} فالذين كفروا يكون وبال كفرهم عليهم في نار جهنم خالدين فيها أبداً.

  {وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ ٤٤} وأما أهل الأعمال الصالحة فقد نفعوا أنفسهم بما قدموا من الأعمال الصالحة، وسيخلدون في نعيم الجنة.


(١) سؤال: ما محل جملة: {كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِينَ ٤٢

الجواب: الجملة مستأنفة للتعليل فلا محل لها من الإعراب.