سورة لقمان
  {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ٧}(١) هذا الذي يصد الناس عن سبيل الله أخبر الله سبحانه وتعالى أن هذه صفته، وهي أنه إذا سمع آيات الله تتلى عليه فإنه يأنف من الاستماع إليها مُوَلِّياً لظهره استكباراً وعلواً كأنه لم يسمع شيئاً من شدة الغرور والكبر. ومعنى «وقراً»: صمماً مانعاً أو شيئاً يُسَدّ به الأذن يمنع من الاستماع.
  {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ ٨ خَالِدِينَ فِيهَا وَعْدَ اللَّهِ(٢) حَقًّا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ٩} وأما أهل الإيمان بالله جل وعلا وباليوم الآخر الذين يعملون الأعمال الصالحة فإن لهم البشرى من الله تعالى في جنات النعيم خالدين فيها أبداً، وهذا وعد منه تعالى ولا بد أن يقع.
= وَلَهْوٌ ...}[محمد: ٣٦]، والدليل الواضح على تحريم الغناء: هو ما صح وثبت عن رسول الله ÷ من الأحاديث الكثيرة التي روتها أمة محمد ÷، وتكون هذه الآية مؤكدة وشاهدة على صحة الأحاديث النبوية.
سؤال: هل يدخل في هذه الآية كل ما يلهي ويكون سبباً في صد الناس عن الدين والاستماع إليه، أم لا؟
الجواب: ليس كل ما يلهي عن ذكر الله وعن الصلاة بمحرم: {لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ}[المنافقون: ٩]، {إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ...}[الجمعة: ٩]، فمن ألهاه ماله أو أولاده أو تجارته عن فعل ما فرضه الله تعالى عليه فيؤاخذه الله تعالى على تركه للفريضة، لا على ما جمع من المال الحلال.
(١) سؤال: ما إعراب: {كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا}؟
الجواب: الجملتان حاليتان من فاعل «ولى»، فكل منهما في محل نصب.
(٢) سؤال: ما إعراب: {وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا}؟
الجواب: «وعد الله» مصدر مؤكد لمضمون الجملة السابقة، و «حقاً» مصدر أيضاً منصوب بفعل محذوف، أي: يحق حقاً.