محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة لقمان

صفحة 388 - الجزء 3

  {خَلَقَ السَّمَوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا}⁣(⁣١) خلق السماوات، ومنعها بقدرته عن السقوط، فلا عماد يمسكها إلا قدرته.

  {وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ}⁣(⁣٢) وهو الذي هيأ لكم الأرض، وجعل لكم فيها الجبال الشامخة التي تمنعها من الاضطراب والتزلزل؛ لتستطيعوا العيش على ظهرها بهدوء وسلام.

  {وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ ١٠}⁣(⁣٣) وهو الذي سخر لكم جميع ما خلق وبث في الأرض من الدواب، وهو الذي أنزل لكم المطر، وأخرج لكم به طيبات الرزق وأنواع الثمر.

  {هَذَا⁣(⁣٤) خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ} وهو تعالى وحده


(١) سؤال: يقال: ظاهر جملة «ترونها» أنه صفة لـ «عمد»، فينبني عليه أن هناك عمداً مخفية لا نراها، فكيف نعربها أو نوجهها حتى يستقيم المعنى؟

الجواب: «ترونها» جملة لا محل لها من الإعراب؛ لأنها مستأنفة لبيان العلة، أي: بيان الدليل على أن السماء مرفوعة بغير أعمدة تمسكها، أي: أنكم ترون السماء مرفوعة بعيونكم لا يمسكها من السقوط غير قدرة الله، ولو كان هناك أعمدة لرأيتموها بعيونكم.

(٢) سؤال: ما محل المصدر: «أن تميد بكم»؟

الجواب: محله الجر أو النصب على نزع الخافض، والتقدير: كراهة أن تميد بكم.

(٣) سؤال: يقال: بعض النباتات غير مفيدة بالنسبة للإنسان، وظاهر قوله: «كريم» كأنه يتنافى مع ذلك، فكيف توجيهه؟

الجواب: النباتات على العموم نافعة للإنسان والحيوان، إلا أن بعض النبات لا يعرف منافعه إلا الأطباء المتخصصون في هذا الباب، وقد خطت المؤلفات منذ زمن بعيد في منافع النباتات، وقد أثبت العلم الحديث أن الأشجار تولد الأكسجين في الهواء الذي هو ضروري لحياة الإنسان والحيوان، وهذه منفعة عامة لجميع الأشجار، وفي الأشجار عامة جمال وزينة للأرض يستحسنها الناس وتبعث في نفوسهم الأريحية والنشاط.

(٤) سؤال: ما السر في الإشارة بالمفرد؟ وما معنى الفاء في قوله: «فأروني»؟

الجواب: أشار بإشارة المفرد «هذا» لأن المشار إليه مفرد «خلق الله»، فلفظ «خلق الله» مفرد. والفاء هي الفصيحة أي: فإن لم تؤمنوا بالله فأروني ماذا خلق الذين من دونه.