سورة لقمان
  ومن هداه عقله إلى شكر الله تعالى على ما أنعم به عليه فشكره نفع نفسه، وأما الله سبحانه وتعالى فهو غني عن شكر الشاكرين، ولا يضره كفر الكافرين.
  {وَإِذْ(١) قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ١٣}(٢) يعظ لقمان ابنه وينصحه مخبراً له بأن من الحكمة عدم الشرك بالله تعالى؛ لأن الشرك معصية كبيرة.
  {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ}(٣) ثم انتقل الله سبحانه وتعالى إلى إرشاد عباده إلى
= ناطق بحمد الله وعظيم فضله وإحسانه، منادٍ بأن الله وحده هو المتفضل على عباده المنعم عليهم دون غيره، قال الشاعر في مثل ما ذكرنا:
فعاجوا فأثنوا بالذي أنت أهله ... ولو سكتوا أثنت عليك الحقائب
(١) سؤال: ما العامل في «إذ» الظرفية في هذه الآية؟
الجواب: العامل في «إذ» هو «اذكر» محذوفاً فإذ مفعول به لا ظرف هنا.
(٢) سؤال: كيف كان الشرك ظلماً عظيماً؟
الجواب: كان ظلماً عظيماً:
١ - لما فيه من الكفر بنعمة المنعم ذي الفضل العظيم.
٢ - فبدل أن يشكروا الله على نعمه شكروا شركاءهم وحمدوهم وعظموهم وعبدوهم.
٣ - عبدوا وشكروا وحمدوا من لم يصدر منه أي نعمة عليهم، وتركوا عبادة المنعم.
٤ - ساووا الرب العظيم بالعبد الضعيف والخالق بالمخلوق في الإلهية والربوبية.
٥ - كفروا بالله ورسله وكتبه وآمنوا بالباطل.
(٣) سؤال: ما السر في حذف المُوَصَّى به؟ وهل هو مضاف إلى والديه تقديره مثلاً: ببر والديه؟ أم ماذا؟
الجواب: حذف لوجود ما يدل عليه في سياق هذه القصة أي: قصة لقمان: {أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ}، {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا} فإن في هذا دليلاً على الأمر بطاعتهما في غير معصية الله، {وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا} يدل على الأمر ببرهما والإحسان إليهما ولو كانا كافرين.