سورة لقمان
  {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ}(١) ونصحه أيضاً بالتواضع وعدم التكبر والتعالي على الناس، وتصعيرُ الخدِّ هو الإعراض عنهم، وعدم السماع إليهم من شدة الكبر.
  {وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا(٢) إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ١٨} ونصحه أن لا يسير بسيرة الجبارين والمتكبرين؛ لأن التكبر على الناس صفة ذميمة يكرهها الله سبحانه وتعالى ويمقت صاحبها. والفخور: هو من يعدد مناقبه تطاولاً، أو هو الذي يفخر على عباد الله بما أعطاه الله من النعم.
  {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ} أي توسط في سيرك، فلا تمش مشي المتكبرين، ولا مشي أهل الذلة، وكن على الوسط بين ذينك(٣).
  {وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ١٩}(٤) وأمره بأن يخفض صوته ويتأدبَ في كلامه مع الناس وفي مخاطبتهم، لأن رفع الصوت صفة
(١) سؤال: هل اللام في قوله: «للناس» على بابها أم ماذا؟
الجواب: الصعر قد يكون لغرض أي ميل العنق قد يكون لمرض وقد يكون لرؤية أمر مخوف أو ... ؛ لذلك جيء بلام العلة أي لأجل الناس، أي: لأجل الترفع عليهم والاحتقار لهم.
(٢) سؤال: ما إعراب «مرحاً»؟ وهل الخيلاء داخل تحت التكبر أم لا؟
الجواب: الخيلاء هو داخل تحت الكبر. «مرحاً» مفعول مطلق منصوب بتمشي؛ لأنه من نوعه، أو بفعل مقدر من لفظه، أي: تمرح مرحاً، وتكون الجملة في محل نصب على الحالية.
(٣) سؤال: قد يتوهم بعض الإخوان المعارضة بين هذا وبين قوله: {يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا}[الفرقان: ٦٣]، فكيف يجمع بينهما؟
الجواب: {يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا} بمعنى: يمشون مشي المتواضعين، ومشي المتواضعين هو المعنى المقصود في هذه الآية، و «اقصد في مشيك» أي: امش مشي المتواضعين، أي: لا مشي المتكبرين، ولا مشي الذلة أي: المشي الذي ينافي المروءة وتسقط به العدالة وينسب فاعله إلى خفة العقل.
(٤) سؤال: هل يستثنى من رفع الصوت صوت الخطيب والمؤذن ونحوهما أم ماذا؟
الجواب: نعم يستثنى ذلك؛ لأنه مشروع غير مستنكر، وكذا يستثنى رفع الصوت لحاجة كنداء البعيد ومخاطبته وخطاب الأصم.