سورة لقمان
  ذميمة تورث البغض والحقد في قلوب الناس عليك، وقد شبه الله سبحانه وتعالى صوت الذي يرفع صوته بصوت الحمير، مما يدل على دناءة صاحب ذلك وخسته، وأيضاً لا يخفض من صوته إلى حد أن لا يسمعه أحد، وليكن على الوسط بين ذلك.
  {أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً} ثم رجع الله سبحانه وتعالى إلى خطاب المشركين فاستنكر عليهم عدم النظر والتفكر في الآيات التي بثها لهم في الكون، وأنهم لو نظروا لعرفوا أن كل ما خلقه الله سبحانه وتعالى في السماوات والأرض قد سخره في مصلحتهم، فجميع ذلك يصب في مصلحتهم ومنفعتهم، فالشمس والقمر والنجوم، والمطر والشجر والنبات، والبحار وما فيها، والأرض وما عليها وما في باطنها، كل ذلك قد سخره الله تعالى في مصلحة الإنسان، وقد تفضل عليه بجميع النعم التي توفر له رغد العيش، وأن من النعم ما هو ظاهر يراه الإنسان ويعلمه. وهناك أيضاً نعم خفية لا يعلمها الإنسان نحو ما يدفع عنك من البلاءات والأمراض وأسباب الموت والهلاك وغير ذلك كثير، فلماذا لا يرجعون إليه ويتركون تلك الأصنام التي لا حظ لها ولا نصيب في شيء من ذلك؟
  ومعنى «أسبغ»: أتم وأوسع عليكم نعمه كاملة.
  {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ(١) بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ ٢٠} بعض الناس وهم قريش كانوا يجادلون النبي ÷ عن غير علم أو كتاب أو حجة أو دليل، وكل ذلك تمرد على الله، ورد لما جاءهم به نبيهم محمد ÷.
  {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا} أخبر عنهم بأنهم إذا دعوا إلى اتباع شريعة الله لجأوا إلى اتباع عادة آبائهم وما ورثوه
(١) سؤال: ما المراد بقوله: «في الله»؟
الجواب: المراد: في دينه حيث كان المشركون يجادلون النبي ÷ عن دينهم وإبطال دين الإسلام.