محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة لقمان

صفحة 397 - الجزء 3

  من معبوداتهم وأصروا على كفرهم وتكذيبهم بعد أن وضحت لهم الحجج، وتيقنوا أن ما جاءهم به نبيهم هو الحق والهدى.

  {أَوَلَوْ⁣(⁣١) كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ ٢١} وهل ستتبعون دين آبائكم ولو كان الشيطان يدعوهم بذلك إلى النار؟ ولو كانت تؤدي بكم هذه العبادة إلى جهنم؟

  {وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ⁣(⁣٢) فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ٢٢} يثني الله سبحانه وتعالى هنا على أولئك الذين توجهوا إلى الله، وانقطعوا بعبادتهم إليه ولم يلتفتوا إلى غيره من الأصنام، واستسلموا لله تعالى ممتثلين لما أمرهم به، فهؤلاء هم الذين سيسلمون من عذابه وسخطه؛ لأنهم قد أخذوا بالحبل المتين الوثيق الذي ينجو من تمسك به، وأخبر سبحانه أن منتهى أحوال الناس المستسلم منهم والعاصي إليه تبارك وتعالى وسيجازي كلاً بما يستحقه.

  {وَمَنْ كَفَرَ فَلَا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ} ومن كفر يا محمد فلا تحزن أو تأسف عليه فهو الذي اختار طريق الكفر ورضيها لنفسه فدعه وما اختار، وما عليك إلا البلاغ.

  {إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ٢٣} وسيرجعون إلينا فنجازيهم على جميع أعمالهم سرها وعلانيتها.

  والمراد بـ «ذات الصدور» أي: صاحبة الصدور، وصاحبة الصدور: هي الاعتقادات والظنون والأوهام والأسرار والأخبار والمعارف والنوايا و ... إلخ.

  {نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلًا ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلَى عَذَابٍ غَلِيظٍ ٢٤} وأخبر الله تعالى أنه


(١) سؤال: ما معنى الاستفهام هنا؟

الجواب: معناه الإنكار والتقبيح.

(٢) سؤال: هل قوله: «وهو محسن» في مقام الشرط؟ فمن أي ناحية؟ وما المراد بالإحسان هنا؟

الجواب: نعم، ذلك بمثابة الشرط؛ لأنه حال، والحال قيد لعاملها. والمراد بالإحسان الأعمال الحسنة الصالحة.