سورة لقمان
  خَبِيرٌ ٢٩} وهو الذي خلق الشمس والقمر وجعل كلاً منهما يسير في بروجه ومنازله، لا يتخلف عن ذلك المسار الذي رسمه له الله جل وعلا.
  {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ(١) هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ} من أبدع هذه الأشياء وأوجدها على هذه الدقة العظيمة والنظام العجيب، وسخرها في مصلحة عباده فهو الإله الجدير بالعبادة والذي يستحق الطاعة والخضوع والاستسلام(٢)، لا تلك الأصنام التي يعبدونها من دونه التي لا تستطيع فعل شيء من ذلك.
  {وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ٣٠} فهو وحده المتعالي عن صفات المخلوقين بقدرته وعلمه وبجميع صفاته التي لا يشاركه فيها أحد.
  ومعنى الكبير في حق الله: العظيم المتناهي في قدسه وجلاله.
  {أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَةِ(٣) اللَّهِ لِيُرِيَكُمْ مِنْ آيَاتِهِ} ثم انظر أيها السامع إلى تلك السفن وعجيب أمرها من الذي سخر البحر لحملها؟ والرياح لتسييرها بأمره وقدرته؟ أليس ذلك نعمة عظيمة أن سخر لكم ما تستطيعون أن تتنقلوا على ظهورها لمصالحكم وأمور معايشكم؟ أليس ذلك آية من آياته التي ينبغي أن تتحير عندها الأفكار؟ وتعرف أن هناك قدرة خارقة هي التي جعلتها على ذلك النمط وسخرتها ذلك التسخير؟
(١) سؤال: ما إعراب: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ}؟
الجواب: «ذلك» مبتدأ، و «بأن الله هو الحق» متعلق بمحذوف خبر، أي: ذلك كائن بسبب أن الله هو الإله الحق.
(٢) سؤال: يقال: ظاهر الآية أن كون الله حقاً هو السبب في ذلك الإبداع والإيلاج والتسخير أم أن لها توجيهاً آخر، فما هو؟
الجواب: الآية تفيد أن ذلك الإبداع والتسخير والإيلاج حاصل من الإله الحق، وأنه هو الذي خلقها وأبدع خلقها وسخر الشمس والقمر و ... إلخ.
(٣) سؤال: ما معنى الباء في قوله: «بنعمة الله»؟
الجواب: الباء للآلة كالتي في نحو «كتبت بالقلم»، أي: تجري بالرياح التي هي نعمة من الله.