محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة السجدة

صفحة 408 - الجزء 3

  النبي ÷، وكان يقطع المسافة التي تستغرق ألف سنة للواحد من الناس في أقصر مدة زمنية بقدرة الله تعالى.

  {ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ٦} وأن ذلك تدبير عالم الغيب والشهادة والعالم بما تقتضيه الحكمة والمصلحة لعباده.

  {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ}⁣(⁣١) يعني خلق كل شيء وأحسن وأبدع في خلقه.

  {وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ ٧} مما يدل على عجيب صنعه وإبداعه في خلقه أن جعل من ذلك التراب الجماد إنساناً سوياً ناطقاً يتحرك ويمشي وذلك آدم #، وكل ذلك بعلمه وقدرته وحكمته.

  {ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ ٨}⁣(⁣٢) بعد أن خلق آدم من التراب، أخرج نسله من النطفة التي وضعها في حواء، ثم سارت سنة الله سبحانه وتعالى في التوالد والتناسل على هذا المنوال. ومعنى «سلالة»: خلاصة.

  {ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ}⁣(⁣٣) عندما خلق الله آدم على صورة إنسان نفخ


(١) سؤال: هل تقصدون أن جملة «خلقه» صفة لـ «شيء»؟ أم ماذا؟

الجواب: نعم، ذلك هو المراد.

(٢) سؤال: بماذا تعلق الجار والمجرور في قوله: «من ماء»؟

الجواب: تعلق بمحذوف صفة لسلالة.

(٣) سؤال: ما السر في إضافة الروح إلى الباري تعالى؟

الجواب: أضيفت الروح إلى الباري تعالى لتعظيمها ومكانتها الرفيعة، والغاية والمراد هو استدعاء شكر الآدميين وطاعتهم لمن أولاهم تلك الكرامة الكريمة والشرف الرفيع بأن نفخ فيه من روحه.

سؤال: هل في هذه الآية تقديم وتأخير؟ فلا تزال تشكل كثيراً، أم لها محمل بعود التسوية والنفخ إلى نسل آدم؟

الجواب: ليس في الآية تقديم وتأخير، وجيء بـ «ثم» هنا لأن ما بعدها أعظم في النعمة على بني آدم مما قبلها وأدخل في المنة عليهم، فالترتيب بـ «ثم» هو الترتيب في فضل النعمة وكبرها لا الترتيب الزمني.