سورة الأحزاب
  ليتميزن عن الإماء وليعرفهن أولئك الذين يقفون في طريقهن فلا يتعرضون لهن. ومعنى «يدنين»: يرخين ويرسلن.
  {ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ(١) وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ٥٩}(٢) وكان المنافقون يعلمون أن من تعرض لحرة بأي أذى فإن أهلها وأولياء أمرها لن يسكتوا على ذلك.
  {لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ(٣) وَالْمُرْجِفُونَ(٤) فِي الْمَدِينَةِ
(١) سؤال: فضلاً ما إعراب: {ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ}؟ وهل يحسن أن تقدر «لا» النافية هنا حتى يكون التقدير: أدنى أن لا يعرفن، فيشمل عدم الأذية حتى الإماء أم لا؟
الجواب: «ذلك» مبتدأ، «أدنى» خبر، «أن يعرفن» أن وما دخلت عليه في تأويل مصدر مجرور بإلى محذوفة متعلق بأدنى، «فلا يؤذين» معطوف على يعرفن. ولا يحسن تقدير «لا» لأن عدم الأذية مترتب على المعرفة لهن، وقد كن يتعرضن للأذى لعدم تمييز المتعرضين للإماء من الحرائر مع أن التقدير خلاف الأصل.
سؤال: وهل كانوا يتساهلون في الإماء إلى هذا الحد فلا يغارون على من أراد تدنيس كرامتهن؟
الجواب: ليس هناك تساهل، ولكن من شأن الأمة أن تكون أكثر عرضة للأذى من الحرة بسبب الأحكام الشرعية التي جعلها الله تعالى لكل منهما، فعورة الأمة في الإسلام كعورة الرجل، ولعل الحكمة في ذلك أنها سلعة معروضة للبيع، فمن رغب فيها اشتراها، فإذا أراد مالكها أن يتسراها لنفسه حجبها وسترها.
(٢) سؤال: ما علاقة تذييل الآية بقوله سبحانه: {وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ٥٩}؟
الجواب: العلاقة هي الإشارة إلى عفو الله ومغفرته لترك الحرائر ما يميزهن عن الإماء فيما مضى قبل نزول الآية.
(٣) سؤال: ما وجه المغايرة بين مرضى القلوب والمنافقين، فلم تتضح لنا كما ينبغي؟
الجواب: مرضى القلوب هم - والله أعلم - ضعاف الإيمان الذين لا يحجزهم إيمانهم عن التعرض للنساء والإماء، وليس لهم هوى في دين الكفر، ولا في المكر بدين الإسلام.
(٤) سؤال: ما هو تعريف الإرجاف؟ وهل يعد نشر الخبر المثير للقلق منه ولو كان صدقاً؟
الجواب: هو كما في الكشاف: أرجف بكذا إذا أخبر به على غير حقيقة؛ لكونه خبراً متزلزلاً غير ثابت، من الرجفة وهي الزلزلة. وإذا صحب الخبر الصادق ما يثير القلق والخوف كتصوير ما وقع =