محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الأحزاب

صفحة 467 - الجزء 3

  ويبيح دماءهم مما يؤدي إلى قتلهم واستئصالهم وطردهم⁣(⁣١).

  {وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ٦٢} فليحذر أولئك المنافقون والمرجفون والذين يلحقون الأذى بنبيه ÷ أن يصيبهم مثل ما أصاب الذين من قبلهم ممن آذوا أنبياءهم.

  {يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ} أخبر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ أنه إذا سأله سائل عن موعد القيامة فليجب عليهم بهذا الجواب، وهو: أن موعدها مما يختص الله سبحانه وتعالى بعلمه، ولم يطلع عليه أحداً من خلقه لا من أهل السماء ولا من أهل الأرض.

  {وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا ٦٣}⁣(⁣٢) وقد يكون اقترب موعد حلولها، وأما موعدها بالتحديد فلا يعلم بذلك أحد.

  {إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا ٦٤ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ٦٥ يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَالَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا


(١) سؤال: يقال: إن الأذية للنبي ÷ لم تنقطع بعد ذلك، ولم يعرف أن النبي ÷ أباح دماء أهلها أو نحو ذلك مما ذكر في الآية، فكيف وهو صادق الوعد والوعيد؟

الجواب: يقال في الجواب: قد ترك المنافقون أذية النبي ÷ في التعرض للنساء المؤمنات وتركوا إعلان الإرجاف بعد نزول التهديد، وتركوا أيضاً إظهار الأذى للنبي ÷ والمؤمنين، وأظهروا الإخلاص رياءً وخافوا على أنفسهم وتركوا ما كانوا يعملون من الأذى؛ لأن الإسلام كان عند نزول الآية قد قويت شوكته وكثر أهله.

(٢) سؤال: فضلاً ما إعراب: {وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا ٦٣

الجواب: «ما» استفهامية مبتدأ، وجملة «يدريك ..» في محل رفع خبر، ونائب فاعل يدريك ضمير يعود إلى المبتدأ، والكاف مفعول به ثان، و «لعل الساعة ..» في محل نصب المفعول الثالث. ويجوز أن تكون هذه الجملة مستأنفة والمفعول الثالث محذوف أي: وما يدريك أمرها.