سورة الأحزاب
  الرَّسُولَا ٦٦}(١) وأما الكافرون فقد لعنهم الله تعالى وأخزاهم في الدنيا، وأما في الآخرة فذلك أشد وأطم في نار جهنم خالدين فيها أبداً، ولو لم يكن لهم من العذاب إلا تلك الحسرة والندامة التي تملأ قلوبهم في ذلك الموقف لكفتهم، ناهيك عن أنواع العذاب الذي سيجدونه.
  {وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا ٦٧} يذكرهم الله تعالى بالموقف الذي سيقفونه يوم القيامة عندما يُلْقُون اللوم على كبرائهم وسادتهم الذين اتبعوهم، ولكن ذلك لن ينفعهم عند الله سبحانه وتعالى، فقد خلق لهم العقول التي يميزون بها الحق من الباطل فلماذا لم يتبعوا عقولهم وما أرشدتهم إليه.
  {رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا ٦٨} بسبب إضلالهم وإغوائهم لنا ضاعف لهم العذاب والعنهم في جهنم.
  {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا ٦٩}(٢) يحذر الله سبحانه وتعالى المسلمين أن لا يسلكوا سبيل بني
(١) سؤال: ما موضع جملة: {لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ٦٥}؟ وما العامل في «يوم» النصب؟ وما إعمال: {يَالَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ}؟ وما هو هذا الألف الذي ألحقوه بالرسول في قوله: {الرَّسُولَا ٦٦}؟
الجواب: «لا يجدون ولياً ولا نصيراً» في محل نصب حال ثانية، والأولى خالدين. والعامل في «يوم» النصب هو قوله: «يجدون» أو «اذكر» محذوفاً. وألف «الرسولا» و «السبيلا» تسمى ألف الإطلاق أي إطلاق الصوت حيث أنهم جعلوا فواصل الآي كقوافي الشعر.
(٢) سؤال: هل عرف شيء مما أوذي به موسى فبرأه الله منه؟
الجواب: تفيد هذه الآية أنهم اتهموا موسى بمعصية الله سبحانه وتعالى معصية كبير منفرة؛ إذ من شأن أهل الخبث إذا أرادوا أن يشوهوا أحداً أن يفعلوا ذلك، فقوله: {وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا ٦٩} يدل على أنهم اتهموه بمعصية لله، وقوله: {فَبَرَّأَهُ اللَّهُ} يدل على أنها منفرة، وعلى هذا فلا يبعد صحة الرواية التي رويت أنهم أرشوا امرأة زانية لتخرج بين الناس وتصيح أن موسى زنى بها. هذا معنى الرواية.