سورة الأحزاب
  إسرائيل الذين كانوا ينسبون إلى موسى # السوء والفحشاء ويلصقون به التهم الباطلة التي هو بريء منها(١)، وأن يحذروا أن يفعلوا مع محمد ÷ مثل ما فعل أولئك، وذلك كقذف عائشةَ ورميها بالفاحشة، وخيانته في تقسيم الغنائم وغير ذلك مما يلطخ عرض النبي ÷ ويحط منزلته بين الناس ويسبب النفرة عنه. ومعنى «وجيهاً»: مقبولاً ذا قدرٍ وجاه.
  {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ٧٠} احذروا سخط الله سبحانه وتعالى وغضبه من قول مثل تلك الأكاذيب والافتراءات، وتحروا قول الحق وليكن الصدق هو الغرض الذي تسددون أقوالكم إليه.
  {يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ٧١}(٢) إذا اتقيتم الله سبحانه وتعالى وتحريتم قول الصدق فإن الله
(١) سؤال: ما صحة ما روي في بعض كتب الحديث أنهم كانوا يعيبونه في خلقه وأن به أدرة فكان يغتسل # وقد وضع ثوبه على حجر ثم إن ثوبه طار فكان يتبعه وهو يقول: ثوبي حجر، حتى رأوا سلامة عورته من الأدرة؟
الجواب: لا ينبغي أن تصح هذه الرواية؛ لما فيها من نقص على موسى # بخروجه عارياً بين الناس، ومثل ذلك لا يكون من جهلة الأتباع فكيف لنا أن ننسبها إلى موسى #.
وبعد، فالأدرة ليست مما يعاب به الرجل في دينه، وإنما هي فتق يخرج منه ثوب البطن إلى مكان الخصيتين فتكبر الخصيتان وتثقل، وليس ذلك من فعل الإنسان حتى يعاب به.
(٢) سؤال: ما الذي يستفاد من هذه الآية والتي قبلها في المخرج لهذه الأمة من المأزق الذي وصلت إليه؟
الجواب: مخرج هذه الأمة مما هي فيه اليوم هو في شيئين اثنين:
١ - الالتزام بتقوى الله تعالى، والتقوى هي: أن يطاع الله تعالى فلا يعصى، ويشكر فلا يكفر، ويذكر فلا ينسى.
٢ - الالتزام بقول الحق والصدق وترك القول الباطل الذي كثر اليوم أهلوه؛ من ثلم أعراض الصالحين وذمهم وإلصاق التهم بهم وتنفير الناس عنهم، ولكن {فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}[يونس: ٩٨].