سورة الأحزاب
  تعالى سيصلح دينكم ودنياكم وسيغفر لكم ذنوبكم وسيئاتكم، واعلموا أن طاعة الله تعالى ورسوله ÷ هي الطريق الموصلة إلى الفوز العظيم.
  {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ٧٢}(١) الأمانة هي تكاليف الإسلام وشرائعه التي أرسل الله تعالى بها رسول الله ÷ إلى الناس، وقد صور الله تعالى لنا عظمة دين الإسلام وشرائعه فقال: إنه عرض هذه الأمانة التي هي دين الإسلام وشرائعه على السموات والأرض والجبال فامتنعت من قبولها وخافت من حملها، فصورها الله تعالى لنا بهذه الصورة من أجل أن يملأ قلوبنا تعظيماً لها، ولنحرص غاية الحرص على القيام بها وحملها حق حملها، وأن لا نفرط في صغير أحكامها ولا كبيرها.
  {لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ(٢) اللَّهُ
(١) سؤال: يقال: الاستئناف بقوله: {إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ٧٢} يوحي بأن الإنسان هو السبب في تحمله للأمانة، فكيف يتعقل أن السبب كونه ظلوماً وجهولاً؟ وما المراد بهذا الحكم؟ هل الغالب أم ماذا؟
الجواب: ليس قوله: {إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ٧٢} هو العلة والسبب لحمل الإنسان الأمانة، وإنما هو استئناف يبين به حالة الإنسان في حمله لما حمله من الأمانة، فبين أن الناس عامة خاسوا في حملها وظلموا أنفسهم بالتفريط في حملها، وتهاونوا بها ولم يف إلا القليل، والكثرة الغالبة مفرطون مضيعون لها.
(٢) سؤال: فضلاً ما السر في قوله: «ويتوب» بدل قوله: «ويثيب» أو نحوها؟ وما العلة في تقديم المنافقين على المشركين؟
الجواب: قد يكون السر - والله أعلم - هو اللطف للمؤمنين إلى أن يكون مطلبهم من الإيمان والعمل الصالح ورجاؤهم هو الوصول إلى أن يتوب الله عليهم، فإذا كان هذا هو غايتهم ومطلبهم سلموا من العجب والغرور بما هم فيه من الإيمان والعمل الصالح، فلو قال: «ليثيب» لتوجه =