محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة سبأ

صفحة 475 - الجزء 3

  الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ٦}⁣(⁣١) ثم أخبر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ بأن المؤمنين⁣(⁣٢) الذين هم أولو العلم - هم الذين يعتقدون بصدق ما جاء به النبي ÷ من الدين والقرآن، وأنه الذي يدلهم على طريق الهدى والصواب، وأما أولو الجهل والضلال فهم بعيدون عن ذلك كافرون بما جاء به محمد ÷.

  {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ ٧}⁣(⁣٣) الذين كفروا هم مشركو مكة كانوا يسخرون من النبي ÷ ومن الدين الذي جاء به، فكانوا يقولون لبعضهم البعض: هل


(١) سؤال: فضلاً ما إعراب {هُوَ الْحَقَّ}؟ وعلام عطف قوله: {وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ ..} رغم أنه لم يتقدمه إلا أسماء؟

الجواب: «هو» ضمير فصل دخل على ما كان أصله خبراً، و «الحق» هو المفعول الثاني لـ «يرى». «ويهدي» معطوف على المفعول الثاني، فجملة «ويهدي» في محل نصب، ويجوز في خبر المبتدأ أن يكون جملة ومفرداً، وأن يتعدد الخبر مفرداً وجملة، ويتعاطف كذلك.

(٢) سؤال: يقال: ما السر في تعميمكم لأولي العلم في جميع المؤمنين رغم أن فيهم جهالاً لا يصلون إلى معرفة أحقية القرآن معرفة راسخة ثابتة كالعلماء وأهل المعرفة؟

الجواب: السر هو أن المؤمن هو الذي عرف أهل الحق واتبعهم واستقام على ذلك، فمن كان كذلك فهو عند الله عالم وإن لم يقرأ ولم يكتب، وكفى بما اشتهر وتواتر من كرامات الحاج أحمد الصفي |، فقد كان أمياً لا يقرأ ولا يكتب ولكنه عرف أهل الحق واتبعهم واستقام على ذلك.

(٣) سؤال: ما إعراب: {إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ ٧}؟ وأين المعمول الثاني لـ «ينبئكم»؟

الجواب: «إذا مزقتم» إذا: أداة شرط، ومزقتم كل ممزق: جملة الشرط، وكل: مفعول مطلق لإضافتها إليه، وجوابه محذوف، أي: تبعثون. و «إنكم لفي خلق جديد»: إن واسمها وخبرها سد مسد المفعولين، وكسرت «إن» لوجود اللام المزحلقة أي: لام الابتداء. وينبئكم: تحتاج ثلاثة مفاعيل؛ الأول ضمير المخاطبين، وسدت «إن» ومدخولها مسد الاثنين.