سورة سبأ
  تريدون أن نخبركم بالرجل الذي يدعي أن عظامكم ستعود إلى الحياة بعد أن قد صارت تراباً ورفاتاً؟ وأنكم ستبعثون بعد موتكم؟
  فإن ذلك الرجل هو محمد فانظروا إلى سخافة عقله عندما يقول ذلك القول، ليروا الناس أنه سخيف العقل، ولينفروا الناس عن دينه ودعوته.
  {أَفْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَمْ بِهِ جِنَّةٌ}(١) ويسأل بعضهم بعضاً عن قول محمد ÷ بالبعث بعد الموت، هل صدر ذلك منه افتراءً على الله أم أنه قد أصيب بالجنون؟ فرد الله سبحانه وتعالى عليهم فقال:
  {بَلِ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ فِي الْعَذَابِ وَالضَّلَالِ الْبَعِيدِ ٨} أجاب الله سبحانه وتعالى عليهم بأن ما نسبوه إليه ÷ بعيد عن الحق والصواب فليس بمفتر على الله وليس به جنة، وأنهم هم الذين يفترون على الله الكذب، وهم الذين يستحقون عذاب الله تعالى وسخطه لبعدهم عن الحق والهدى، وأنكم أيها المشركون لو نظرتم وتفكرتم في ذلك لعرفتم أنه الحق(٢)، وأنه لا بد أن يكون هناك بعث وحساب.
  {أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنْ(٣) نَشَأْ
(١) سؤال: علام عطفت جملة: «به جنة»؟
الجواب: عطفت على جملة «افترى».
(٢) سؤال: هل يمكن أن يجعل الضلال البعيد في الآخرة كما جعلنا العذاب فيها أم هناك سر في التوزيع؟
الجواب: الضلال البعيد هو في الدنيا، ويراد بالعذاب أسبابه التي تزج بهم في العذاب يوم القيامة؛ لهذا يكون الضلال والعذاب في الدنيا.
(٣) سؤال: يقال: ما السر في فصل هذه الجملة عن سابقتها؟ وهل الجملة الشرطية خبرية أم إنشائية؟
الجواب: فصلت لأنها مستأنفة في جواب سؤال مقدر، والجملة الشرطية تكون بحسب جواب الشرط فإن كان إنشاءً كانت الجملة الشرطية إنشائية وإلا فهي خبرية.