سورة سبأ
  الأعمال الصالحة.
  {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ}(١) ثم أخبر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ بأنه قد سخر لسليمان الريح تجري بأمره، وقد جعلها تحمله في الهواء مسيرة شهر ذهاباً ومسيرة شهر إياباً، مثل الطائرات في زماننا هذا.
  {وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ} وكذلك أنعم الله سبحانه وتعالى عليه بأن علمه كيف يذيب النحاس، ثم يصيغه ويصنعه كيفما أراد(٢).
  {وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ ١٢} وأيضاً سخر الله تعالى له الجن(٣) لخدمته ومنفعته، وكان من خرج منهم عن طوعه وأمره فإن الله سبحانه وتعالى يحرقه ويعذبه بالنار جزاءً على ذلك.
  {يَعْمَلُونَ(٤) لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ
(١) سؤال: هل يصح أن يحمل نصب «الريح» على العطف على «فضلاً» و «سليمان» على «داود» واللام زيادة للتقوية؟ وما محل جملة: «غدوها شهر»؟
الجواب: الأولى أن يقدر هنا فعل أي: سخرنا، وتكون الجملة معطوفة على قوله: «آتينا داود منا فضلاً». وجملة «غدوها شهر» في محل نصب على الحال من «الريح».
(٢) سؤال: لكم في (الزُّبُر) كلام عظيم في أن عين القطر هو البترول، فما وجه ذلك؟ وما الحامل للمفسرين في تفسيره بالنحاس؟
الجواب: ما في (الزُّبر) محتمل احتمالاً قوياً؛ لذكر العين والإسالة، والذي حمل المفسرين على تفسيره بالنحاس هو أن القطر في اللغة النحاس، والقرآن كما قال أمير المؤمنين #: (ذو وجوه)؛ لذلك تكون التفاسير المختلفة صحيحة إلا ما يمنع منه الدليل.
(٣) سؤال: على هذا فما يكون إعراب: «من يعمل»؟
الجواب: يعرب «من يعمل» مبتدأ مؤخراً، و «من الجن» خبراً مقدماً، والمراد في التفسير جنس الجن لا كلهم.
(٤) سؤال: ما محل هذه الجملة من الإعراب؟
الجواب: الجملة مستأنفة في جواب سؤال مقدر كأنه قيل: ماذا يعملون له.