سورة سبأ
  رَاسِيَاتٍ} فقد سخرهم الله تعالى لخدمته، والمحاريب هي دور العبادة، والتماثيل هي تماثيل الحيوانات والأشجار والبيوت و ... إلخ، والجفان هي الأواني الكبيرة التي تشبه حياض الماء، والقدور الراسيات هي أيضاً الأواني الكبيرة الثابتة التي لا تنقل، وكانوا يستخدمونها لطعام الجيوش ونحوهم من الجموع الكثيرة.
  {اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرًا}(١) أنعم الله سبحانه وتعالى على آل داود بهذه النعم ثم أمرهم أن يؤدوا حق شكرها بتأدية ما أمرهم الله به من طاعته وعبادته.
  {وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ١٣}(٢) ثم أخبر الله سبحانه وتعالى أنه لا يشكره إلا القليل من عباده، وأن العادة فيهم أن من أسبغ الله سبحانه وتعالى عليه نعمه طغى وتكبر على الله سبحانه وتعالى، وسخر تلك النعم فيما يغضب الله سبحانه وتعالى ويوجب سخطه: {كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى ٦ أَنْ رَأَهُ اسْتَغْنَى ٧}[العلق].
  {فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ}(٣) وعندما توفى الله سبحانه وتعالى نبيه سليمان وأخذ ملك الموت روحه وهو قائم متكئ على عصاه، لم يزل على هذه الحالة واقفاً والشياطين قائمة على حراسته وخدمته(٤) لمدة عام كامل كما قيل، فلم يعرفوا موته إلا عندما أكلت
(١) سؤال: هل قوله: «شكراً» مفعول به، أم مفعول لأجله؟
الجواب: «شكراً» مفعول من أجله، أو مفعول مطلق، أو مفعول به.
(٢) سؤال: ما إعراب: {وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ١٣}؟
الجواب: «وقليل» الواو حالية، و «قليل» خبر مقدم، والجار المجرور «من عبادي» صفة لقليل، و «الشكور» مبتدأ مؤخر لكونه معرفاً، ولعله يجوز العكس إذ قد وصفت النكرة «قليل» والله أعلم.
(٣) سؤال: ما الوجه في تسمية العصا منسأة؟
الجواب: منسأته: اسم آلة مِنْ «نسأ» بمعنى: طرد وزجر، وهو بمعنى العصا؛ لأنها آلة الطرد.
(٤) سؤال: يقال: ما الوجه في بقائهم على حال الخدمة؟ ألم يشعروا بأنه لم يبق على تلك الحال إلا لتغير في حاله فيتساءلوا؟ أم كيف؟
=