محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة سبأ

صفحة 482 - الجزء 3

  {كُلُوا مِنْ⁣(⁣١) رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ ١٥}⁣(⁣٢) وقد أنعم الله سبحانه وتعالى عليهم بهذه النعم وقلبهم فيها وأمرهم أن يقابلوا نعمه هذه بأداء حقِّها من الشكر، وأن يشكروه على ما جعل لهم من الأمن والأمان، وما أنعم به عليهم من خصوبة أراضيهم، وأخبرهم أنهم إن شكروه على نعمه فسيغفر لهم ذنوبهم ويزيدهم من نعمه.

  {فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ} ولكنهم بدل أن يقابلوا نعم الله سبحانه وتعالى عليهم بالشكر والطاعة طغوا وتكبروا على الله سبحانه وتعالى وكفروا بنعمه عليهم فأخرب⁣(⁣٣) عليهم السد الذي كان يحجز مياه الأمطار فأغرق بلادهم ومزارعهم ودمرها، ودمر مساكنهم وجميع أموالهم.

  {وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ ١٦}⁣(⁣٤) ثم إن الله سبحانه وتعالى أبدلهم بذلك النعيم وتلك البساتين وأنواع


(١) سؤال: هل جملة «كلوا من رزق ربكم» مقول لقول محذوف أم ماذا؟

الجواب: هو مقول لقول محذوف.

(٢) سؤال: فضلاً ما إعراب: {بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ ١٥}؟ وما الوجه في فصلها عن سابقتها؟

الجواب: «بلدة» خبر لمبتدأ محذوف أي: بلدتكم بلدة طيبة وربكم رب غفور. وفصلت لأنها علة لما سبقها فهي في جواب سؤال مقدر عن العلة.

(٣) سؤال: ما الذي صح لكم في سبب خراب السد عليهم؟ وهل المراد بسيل العرم السيل الذي خرج من السد؟ فما وجه تسميته بسيل العرم؟

الجواب: لم يظهر لي سبب خراب السد، وقد قيل إن السبب في ذلك هو فأرة حفرت في العرم - وكان من الطين - جحراً فخرج منه الماء وتوسع بقوة خروج الماء حتى ذهب العرم كله فخرج الماء المجتمع في السد، فأتى على الجنتين وجرفها وما فيها ولم يترك لها أثراً.

(٤) سؤال: ما معنى الباء في قوله: «بجنتيهم»؟ وما إعراب «ذواتي»؟ وكذا ما إعراب «ذلك جزيناهم بما كفروا»؟

=