سورة سبأ
  وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ ٢٢}(١) ثم أمر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ أن يأمر المشركين بأن يدعوا تلك الأصنام التي يزعمون أنها آلهة من دون الله تعالى لينفعوهم، وأخبرهم أنهم مهما دعوهم فلا يملكون مثقال ذرة في السماء ولا في الأرض، فكل ما فيهما لله سبحانه وتعالى وحده ولا نصيب لتلك الآلهة التي يعبدونها في شيء من ذلك؛ وهو وحده المسيطر على السماوات والأرض وما فيهما بقدرته، فلا ظهير له ولا شريك يحتاج إليه في تدبير أمرهما وشؤونهما، فلماذا يعبدون تلك الآلهة وهم يعلمون بضعف آلهتهم تلك وعدم قدرتها على شيء من ذلك؟ ومعنى «ظهير»: معين على الخلق والتدبير.
  {وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ}(٢) ثم أخبر الله سبحانه وتعالى أنه لن يكون هناك شفاعة لأحد إلا لمن أذن الله سبحانه وتعالى بشفاعتهم من الأنبياء ومن يقوم مقامهم، وذلك أن المشركين كانوا يقولون: {هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ}[يونس: ١٨]، فأجاب الله سبحانه وتعالى عليهم بهذا الجواب.
(١) سؤال: ما محل جملة: {لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ}؟ وما إعراب: {مِنْ شِرْكٍ}؟ وما نوع اسمية «شرك»؟
الجواب: «لا يملكون مثقال ذرة» حالية من ضمير المفعول العائد إلى الموصول، ويصح أن تكون مستأنفة لبيان ضعف الآلهة المزعومة. «من شرك» مبتدأ مرفوع محلاً مجرور لفظاً، وشرك: اسم مصدر شرِك يشرَك شركة أي: ما لهم فيهما من خَلْقٍ أي: لم يشارك الخالق جل وعلا في خلق السموات والأرض.
(٢) سؤال: من فضلكم ظاهر الآية أن اللام دخلت على المشفوع لهم، فكيف جعلناها للشافعين وذلك في {إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ}؟
الجواب: الآية محتملة للأمرين إلا أن السياق يفيد أنها للشافعين. وفي الكشاف: تقول: الشفاعة لزيد على معنى أنه الشافع، وعلى أنه المشفوع له. اهـ