محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة سبأ

صفحة 487 - الجزء 3

  {حَتَّى⁣(⁣١) إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ٢٣} عندما يبعث الله سبحانه وتعالى الناس جميعاً سيستولي الفزع والخوف الشديد على أولئك المشركين والمكذبين، وستصيبهم الدهشة والذهول فترة من الزمان بعد مبعثهم، فإذا انتهوا من تلك الدهشة وزال عن قلوبهم الخوف والفزع فإنهم سيسألون هذا السؤال، فيأتيهم الجواب بأنه قد قال القول الحق وهو ما كان الله سبحانه وتعالى قد وعد به من الثواب للمؤمنين والعقاب للمشركين في نار جهنم.

  {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ}⁣(⁣٢) ثم أمر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ أن يجادل المشركين ويسألهم من الذي ينزل عليهم المطر ويخرج لهم به الزرع والثمر؟ وهم حتماً سيجيبونه ويعترفون بأنه الله جل وعلا وحده فهو الذي بيده كل ذلك.

  {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ٢٤} هذا أمر من الله سبحانه وتعالى لنبيه أن يجادلهم بالرفق واللين، وقد أرشد نبيه ÷ هنا كيف يفعل في


(١) سؤال: ما علاقة هذه الآية بما قبلها؟ وما إعراب «الحق»؟

الجواب: هي متعلقة بما قبلها، وذلك من حيث أن قوله تعالى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ ...} وقوله: {وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ ...} يحملان على العرض يوم القيامة، وعلى صدمة الفزع العظيم يومئذ للمشركين، وعلى شدة حيرتهم وانتظارهم لما يقول رب العالمين وما يحكم به فلا يزالون في حيرة من شدة صدمة الفزع والهول الهائل إلى أن تستفيق قلوبهم من شدة صدمة الفزع عند ذلك يتكلمون فيقولون: ماذا قال ربكم ... إلخ.

(٢) سؤال: ما السر في جعل الجواب على لسان النبي ÷ بقوله: «قل الله»؟

الجواب: قد كان ذلك من أجل أنهم قد ينكرون لئلا تلزمهم الحجة مع اعترافهم بأن الله تعالى هو الذي يرزقهم من السموات والأرض.