سورة سبأ
  جدالهم؛ وذلك لأن في هذا الترديد(١) والإبهام المستفاد من «أو» ما يستجلبهم ويبعثهم على تجديد النظر والتفكر.
  {قُلْ لَا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ ٢٥}(٢) كان المشركون يحكمون على محمد ÷ وأصحابه بأنهم مجرمون وأنهم قاطعون لرحمهم وخارجون عن دين آبائهم وأجدادهم، والنبي ÷ أيضاً كان يحكم عليهم بالشرك والضلال والخروج عن الدين، فأمره الله تعالى أن يرد عليهم بهذا الرد، وهو أن يجيبهم بأن الله سبحانه وتعالى لن يسألكم عما أجرمنا، ولن يسألنا عما تجرمون، فكل واحد سيحمل ذنبه فوق ظهره.
  {قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ ٢٦} وأن يخبرهم بأن مرجعنا جميعاً إلى الله سبحانه وتعالى يوم القيامة، وأنه وحده الذي سيحكم بيننا وبينكم بالحكم الحق والعدل؛ لأنه الحاكم المطلع على كل شيء الذي لا تخفى عليه خافية.
  {قُلْ أَرُونِيَ الَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكَاءَ}(٣) وأمر الله تعالى نبيه ÷ أن يسأل
(١) سؤال: وهل في هذا الترديد نوع من التغرير أم لا؟ وهل يسلم من الدخول في المداهنة أم لا؟
الجواب: ليس في ذلك الترديد أي تغرير؛ لأنه لم يقله إلا بعد أن احتج عليهم وبيّن بطلان دينهم وإثبات وحدانية الله وربوبيته دون ما سواه، {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ}. ولا مداهنة مع بيان الحق وإقامة الدليل القاهر عليه وبطلان غيره، فلا يكون هذا من المداهنة.
(٢) سؤال: هل «ما» في قوله: {عَمَّا أَجْرَمْنَا} هي نفسها التي في قوله: {عَمَّا تَعْمَلُونَ ٢٥}؟ أم غيرها؟ فما معناها في الموضعين؟
الجواب: محتملة في الموضعين أن تكون اسماً موصولاً، وأن تكون مصدرية، والأولى أن تكون مصدرية في الموضعين؛ لعدم الاحتياج إلى تقدير.
(٣) سؤال: ما معنى «أروني» في هذه الآية؟ وما إعراب: «شركاء»؟ وأين عائد الصلة في: {الَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكَاءَ}؟
=