سورة سبأ
  المشركين أين تلك الآلهة التي تزعمون أنها شركاء مع الله سبحانه وتعالى.
  {كَلَّا بَلْ هُوَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ٢٧} ارتدعوا فلا شريك مع الله تعالى كما تزعمون بل هو وحده المتفرد بصفات الإلهية والكمال.
  {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً(١) لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ٢٨}(٢) ثم أخبر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ أنه قد أرسله إلى الناس جميعاً ليبشر المؤمنين بثوابه ونعيمه الذي أعده لهم، وينذر الكافرين والمنافقين إن لم يقلعوا عما هم فيه من الكفر بالنار والعذاب الأليم.
  وأخبره أيضاً أنه لم يرسله إليهم ليدخلهم في الهدى سواءً كانوا طائعين أم مكرهين، فما عليه إلا تبليغهم فقط؛ وكان قد أصاب النبي ÷ الأسى والحزن الشديدان حين لم يستجيبوا له، وكان يخاف أن يكون ذلك بسبب تقصير منه في تبليغ رسالته، فأنزل الله سبحانه وتعالى عليه هذه الآية ليخفف من حزنه ذلك.
الجواب: معنى «أروني»: أظهروا لي شركاءكم حتى أراهم ببصري، والمراد أظهروا لي ماذا خلقوا في الأرض والسماء حتى أتحققه. «شركاء» حال من عائد الموصول، أي: الذين ألحقتموهم به حال كونها شركاء، وإذا جعلنا «أروني» قلبية فشركاء هي المفعول الثالث لأروني، والأول هو ياء المتكلم، والثاني الاسم الموصول.
(١) سؤال: هل قوله: «كافة» حال من الكاف في «أرسلناك»؟ أم من «الناس»؟ وضحوا ذلك للمرشدين.
الجواب: «كافة» حال من الكاف في «أرسلناك» ولا يصح أن تكون حالاً من «الناس» لأن تقدم الحال على صاحبها المجرور بمنزلة تقدم المجرور على الجار.
(٢) سؤال: يقال: مفاد قوله: {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ٢٨} عدم علم أكثر الخلق بأن النبي ÷ أرسل للتبشير والإنذار والظاهر من الواقع أنهم يعلمون ذلك؟ أم أن له فائدة أخرى؟
الجواب: ينزل العالم الذي لا يعمل بمقتضى علمه منزلة الجاهل؛ فيوصف بأنه جاهل أو بأنه لا يعلم.