محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة سبأ

صفحة 490 - الجزء 3

  {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ٢٩} بعدما أنذر النبي ÷ المشركين وحذرهم عذاب الله تعالى سألوه على سبيل الهزء والسخرية هذا السؤال، فأمره الله سبحانه وتعالى أن يجيب عليهم بهذا الجواب: {قُلْ لَكُمْ مِيعَادُ يَوْمٍ لَا تَسْتَأْخِرُونَ⁣(⁣١) عَنْهُ سَاعَةً وَلَا تَسْتَقْدِمُونَ ٣٠}⁣(⁣٢) لكم ميعاد محدد أيها المشركون يحل فيه عذاب الله عليكم فإذا حان ذلك الموعد فلن يمهلكم الله تعالى لحظة واحدة، فلا تقديم ولا تأخير عن ذلك اليوم الموعود.

  {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ نُؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآنِ وَلَا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ} وهم مشركو قريش كانوا يقولون للنبي ÷ هذا القول ليقنعوه بعدم إيمانهم، وأنه مهما حاول فلن يؤمنوا بما جاءهم به من القرآن أبداً، وأيضاً لن يؤمنوا بما تقدمه من الكتب.

  {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ⁣(⁣٣) إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ}⁣(⁣٤) فلو ترى يا محمد حالة هؤلاء المشركين يوم القيامة وهم يتراددون فيما بينهم التهم، ويلقي كل واحد منهم اللوم على صاحبه.


(١) سؤال: ما محل جملة: «لا تستأخرون»؟

الجواب: الجملة في محل رفع صفة لميعاد، أو في محل جر صفة ليوم.

(٢) سؤال: ما السر في قوله: «ولا تستقدمون» وهم عالمون أنه إذا حصل الموعد فإنهم لن يتقدموا عليه؟

الجواب: قال المشركون للنبي ÷: متى هذا الوعد؟ وفي سؤالهم ذلك استعجال لما وعدوا به، فكان الجواب عليهم: له موعد معلوم عند الله لا يمكن تأخيره ولا تقديمه عن وقته المعلوم، فطلبكم اليوم لتقديمه طلب ضايع.

(٣) سؤال: فضلاً ما إعراب «إذ» في هذه الآية؟ وما محل جملة «يرجع بعضهم ..»؟ وأين جواب «لو»؟

الجواب: «إذ» ظرف لما مضى من الزمان متعلق بـ «ترى». «يرجع بعضهم» في محل نصب حال من الضمير المرفوع في موقوفون، أو خبر ثان للمبتدأ. وجيء بـ «إذ» وهي ظرف لما مضى من الزمان لتنزيل المستقبل منزلة الماضي لتحقق وقوعه. وجواب «لو» محذوف أي: لرأيت أمراً عظيماً.

(٤) سؤال: يقال: ظاهر قوله: «القول» أنه مفعول ليرجع، وظاهر «يرجع» الثلاثي أنه لازم فكيف؟

=