محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة سبأ

صفحة 491 - الجزء 3

  أراد الله سبحانه وتعالى أن يصور لنبيه ÷ فظاعة ذلك الموقف الذي سيقفونه، وسوء حالهم التي يكونون عليها ذلك اليوم.

  {يَقُولُ⁣(⁣١) الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ ٣١} ويصور أيضاً ما يقع من الجدال بين التابعين والمتبوعين، وما يتبادلونه من اللوم فيما بينهم؛ فالتابعون يلقون باللوم على المتبوعين بأنهم السبب في عدم إيمانهم بما كانوا يخذلونهم ويمنعونهم عن الذهاب والسماع لأنبيائهم، وأنهم لو لم يقفوا في طريقهم لكانوا مؤمنين.

  {قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ⁣(⁣٢) جَاءَكُمْ بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ ٣٢}⁣(⁣٣) هذا هو جواب كبارهم وزعمائهم ينفون ما ألصقوه بهم من إغوائهم، ويقررون أنهم الذين تسببوا على أنفسهم باستجابتهم


الجواب: ضمن «يرجع» الثلاثي معنى «يَرُدُّ» فتعدى تعديته.

(١) سؤال: ما محل جملة «يقول» مفصلاً؟

الجواب: لا محل لها من الإعراب؛ لأنها مسوقة في جواب سؤال مقدر.

(٢) سؤال: ما معنى «إذ» في قوله: {بَعْدَ إِذْ جَاءَكُمْ

الجواب: «إذ» ظرف لما مضى من الزمان وهي ومدخولها قيد للبعدية الزمانية المطلقة، ومثلها في دخول الزمان على الزمان «حينئذ»، وقد قيل بأن «إذ» هنا بمعنى «أن» المصدرية، وهو من حيث المعنى قول وجيه.

(٣) سؤال: هل في هذه الآية دليل يفحم القدرية الجبرية في قولهم بتقدير الضلال؟ فمن أي وجه؟

الجواب: فيها دليل واضح مفحم للقدرية الجبرية، وذلك من حيث أن الأتباع والرؤساء يقول بعضهم لبعض: إنه فاعل الضلال والمتسبب في حصوله، فحكى الله قولهم ذلك ولم ينكره عليهم، ولو كان قولهم باطلاً لما قررهم عليه، مع أن الحق يظهر في يوم القيامة، فلا مجال هناك لاعتقاد الدين الباطل.