سورة سبأ
  نبيه ÷ أن يخبر المشركين بأن الله سبحانه وتعالى هو الذي يبسط رزقه لمن يشاء من عباده، ويضيقه على من يشاء منهم لحكمة ومصلحة قد علمها لهم في ذلك.
  {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ(١) شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ٣٩} وما أنفق الإنسان فيما يرضي الله سبحانه وتعالى من أعمال البر فإن ذلك لن يضيع عند الله تعالى وسيعوضه عن ذلك إما في الدنيا أو في الآخرة أو فيهما معاً(٢).
  {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ ٤٠}(٣) كان المشركون ينحتون أصناماً ويزعمون أنها على شكل ملك من الملائكة، ثم يعبدونها بزعمهم أنها بنات الله؛ فأخبر الله تعالى أنه سيحشرهم إليه يوم القيامة، ثم يحضر الملائكة أمامهم ويسألهم: هل كنتم تدعون هؤلاء إلى عبادتكم؟ فتجيب الملائكة على الله تعالى وتقول:
= ليبين لهم أن بسط الرزق وقدره حكمة ومصلحة للمؤمنين، لا يدل على كرامة من بسط له، ولا هوان من قدر عليه رزقه، وليبني عليه الوعد الجميل للمؤمنين بإخلاف ما أنفقوا.
(١) سؤال: ما السر في دخول «من» بين الفعل والمفعول؟ وهل لها ضابط محدد؟
الجواب: السر في دخول «من» هو تأكيد عموم ما دخلت عليه، ولا تدخل إلا على نكرة منفية، وهذا هو ضابط دخول «من» الزائدة.
(٢) سؤال: يفهم بعض الناس أن إخلاف الرزق لا بد أن يكون في الدنيا، فبماذا يجاب عليهم؟
الجواب: وعد الله تعالى في الآية مطلق غير مقيد بوقت محدد؛ لذلك قد يكون وعد الله في الدنيا، وقد يؤخره الله تعالى في الآخرة، أي: فإن لم يعطه في الدنيا أعطاه في الآخرة.
(٣) سؤال: فضلاً ما إعراب: {أَهَؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ ٤٠}؟ وما الشاهد فيها للنحاة؟
الجواب: اسم الإشارة مبتدأ. إياكم: ضمير نصب مفعول به ليعبدون. وجملة «كانوا» في محل رفع خبر المبتدأ. والشاهد فيه جواز تقدم خبر «كان وأخواتها» إذ تقدم المعمول «إياكم» يؤذن بجواز تقدم العامل «يعبدون».