سورة فاطر
  أصابها الجدب؛ فإذا نزل المطر على تلك البلاد أحيا أرضها بالنبات بعد أن كانت قد يبست وأجدبت.
  {كَذَلِكَ النُّشُورُ ٩} فكما أحيا الله سبحانه وتعالى الأرض بالخضرة بعد اليباس والجدب كذلك سيحيي تلك العظام التي قد يبست وتفتتت يوم القيامة.
  {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا(١)} من كان يطلب العزة والرفعة والمنعة في الدنيا فليعلم أن أمر ذلك بيد الله سبحانه وتعالى وحده فهو الذي يعز ويرفع(٢)، فمن أرادها فليطلبها من مظانها، وليفعل أسبابها وما يوجبها من طاعة الله سبحانه وتعالى وعمل ما يرضيه واجتناب ما يسخطه.
  {إِلَيْهِ(٣) يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ}(٤) والكلم الطيب هو
(١) سؤال: فضلاً ما إعراب: «جميعاً» في الآية مفصلاً؟
الجواب: «جميعاً» حال من العزة الثانية، والعامل الجار والمجرور لما فيه من معنى الفعل. ومعنى: «جميعاً» أي: في الدنيا والآخرة.
(٢) سؤال: قد نفهم أن الآية تفيد اختصاص أو استحقاق الله تبارك وتعالى بالعزة، بمعنى أنه المتعزز وحده، لا أن أمر العزة بيده سبحانه يعطيه من أراد، فمن أين نفهم ذلك؟
الجواب: فهم ذلك من قوله: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ ...} أي: من كان يطلب العزة ويريدها ويسعى لها ... إلخ، و لاريب أن العزة بيد الله وحده، {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ٢٦}[آل عمران].
(٣) سؤال: قد يستدل أهل الغباوة على عقيدتهم أن الله في السماء أو نحو ذلك بهذه الآية؛ فكيف يجيب عليهم المرشد بجواب مقنع؟
الجواب: لا زال يقال اليوم بين الناس: رفع فلان قضيته إلى الحاكم، ونحو: ارفع شكواك إلى المحافظ أو الرئيس، ونحو ذلك، ويقول المحافظ أو الرئيس: قد رُفِعَت قضية فلان إليّ، ولا يعني ذلك أن الرئيس أو المحافظ أو الحاكم على رأس جبل أو في السماء، وإنما يراد أن المحافظ أو الحاكم أو الرئيس له مكانة رفيعة ومنزلة عالية في السلطة، أي: رفعة وعلو معنوي لا حسي.
(٤) سؤال: ما العلة في تخصيص الكلم الطيب والعمل الصالح مع أنه يرفع إلى الله العمل السيئ والكلام السيئ فكله في علمه سبحانه وتعالى؟
الجواب: صعود الكلم الطيب ورفع العمل الصالح إلى الله كناية عن قبوله والثواب عليه، والكلم =