محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة فاطر

صفحة 511 - الجزء 3

  الله سبحانه وتعالى يعدد الفوائد التي جعلها لعباده في البحار، والمنافع العظيمة التي قد جعلها فيها فمن ذلك أنه جعل فيهما جميعاً اللحم الطري الذي يأكله الناس ويتلذذون بأكله، ويستخرجون منهما الحلي التي يلبسونها ويتزينون بها، نعمة من الله سبحانه وتعالى أنعم بها عليهم.

  {وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ١٢}⁣(⁣١) وأيضاً سخر البحار لحمل السفن التي تسهل للناس تنقلهم في أسفارهم وتجاراتهم، وما تحمله لهم من البضائع، وكل ذلك من آيات قدرته وبالغ حكمته وعظيم نعمته. ومعنى «مواخر»: المخر شق الماء بحيزومها عند سيرها.

  {يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ} ومن آياته العظيمة الدالة على قدرته وعظمته آية الليل والنهار، وإدخال ساعات أحدهما في الآخر، فتارة تعتدل ساعاتهما، وتارة ترى الليل يتناقص وتدخل بعض ساعاته في النهار، وتارة يكون الأمر على العكس من ذلك، وهكذا على هذا المنوال طوال السنة على ميزان دقيق لا يتخلف أو يختل إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

  {وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى}⁣(⁣٢) ومن آياته أيضاً منازل الشمس والقمر التي جعلها الله تعالى لهما ليسيرا فيها على مدار العام، فلا تتخلف أحدهما عن منازلها تلك التي قدَّرها الله سبحانه وتعالى لها لحظة واحدة إلى يوم


= اللؤلؤ والمرجان يستخرجان من مجمع البحرين العذب والمالح.

(١) سؤال: ما إعراب «مواخر»؟ وهل التعليل بقوله: {وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ١٢} يعود إلى نعمة تسخير البحر للسفن أم إلى الكل؟

الجواب: «مواخر» حال لأن الرؤية بصرية، و «لعلكم تشكرون» يعود إلى نعمة تسخير البحر للسفن أي: أنه علة لقوله: {وَتَرَى الْفُلْكَ ...}.

(٢) سؤال: ما محل الجملة الاسمية: {كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى

الجواب: الجملة في محل نصب حال من الشمس والقمر.