سورة فاطر
  القيامة، وكل ذلك سخره الله سبحانه وتعالى لعباده ومنفعتهم، وإصلاح معايشهم، فإن في ذلك لآية عظيمة من آيات عظمته وقدرته وعلمه وحكمته.
  {ذَلِكُمُ(١) اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ ١٣} فهو وحده الذي أنعم عليكم بهذه النعم، وهو الذي خلق لكم هذه الأشياء ودبرها وأحكمها بعلمه وقدرته، وأما تلك الآلهة التي تعبدونها من دونه فلا يملكون أي شيء.
  والقطمير: هو تلك القشرة البيضاء التي تكون فوق نواة التمر. يستنكر الله تعالى هنا على المشركين لماذا يعبدون الأصنام وهم يعرفون أنها لا تملك شيئاً من ذلك، ولا حتى ما يساوي القطمير.
  {إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ} فلماذا تعبدونهم، وتتوجهون إليهم وأنتم تعلمون أنكم إذا دعوتموهم لا يسمعون دعاءكم.
  {وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ} ولو فرض أنهم سمعوا دعاءكم فلن يستطيعوا أن يلبوا مطالبكم؛ لأنهم لا يملكون شيئاً؟
  {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ} وآلهتكم هذه يوم القيامة سوف تنكر عليكم عبادتكم لها(٢)، وتنفي أنها قد دعتكم إلى عبادتها، وتواجهكم بالقول بأنكم لستم إلا كذابين ومفترين على الله سبحانه وتعالى.
  {وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ ١٤}(٣) يخاطب الله سبحانه وتعالى نبيه محمداً ÷
(١) سؤال: ما السر في استخدام إشارة البعيد هنا؟
الجواب: السر هو تعظيم الله وعلو مقامه وظهور آيات عظمته ورحمته وإنعامه وإحسانه.
(٢) سؤال: هل المراد الأصنام فكيف يتأتى الإنكار منها؟ أم الملائكة التي صوروا الأصنام عليها؟
الجواب: المراد الملائكة والصالحين الذين صوروهم بالأصنام.
(٣) سؤال: كيف تحليل هذا التركيب: {وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ ١٤}؟ وهل هو كناية أو مجاز أو ضرب مضرب المثل؟
=