سورة فاطر
  {إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ(١) وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ} ثم أخبر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ أن مواعظه وإنذاره لن ينفع إلا أولئك الذين يخافون الله تعالى، ويخشون عذابه وسخطه، ويصدقون بوعده ووعيده، وما أخبرهم به من الأمور الغيبية، من يوم القيامة والحساب والجزاء والجنة والنار، ويحافظون على إقامة فرائض الله من الصلوات وغيرها، فهؤلاء هم الذين ستنفع فيهم مواعظه، وسيتقبلون منه ما يقرأه عليهم من القرآن.
  {وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ ١٨} ومن قَبِل ما جاء به نبيه ÷ فتطهر عن المعاصي فقد نفع نفسه، ومرجع الناس في الأخير سيكون إلى الله سبحانه وتعالى فيعاقب المسيء ويثيب المحسن.
  {وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ ١٩} شبه الله سبحانه وتعالى الكافر بالأعمى الذي لا يبصر شيئاً، ولا تستطيع أن تهديه أو تدله على الطريق مهما وصفت له، فكذلك الكافر لن تستطيع أن تدخل الهدى والدين إلى قلبه مهما حاولت فيه ومهما جئته به من الآيات والحجج، وشبه الله تعالى المؤمن بالبصير الذي إن تدله على الطريق فإنه يهتدي إليها ويسير فيها.
  {وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ ٢٠ وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ ٢١}(٢) وكذلك شبه الله
(١) سؤال: فضلاً ما موضع «بالغيب» من الإعراب؟ وما الوجه لتأويل الآية بمن ينفع فيهم الإنذار؟
الجواب: موضع «بالغيب» النصب على أنه حال من فاعل «يخشون» أو من مفعوله. والوجه في تأويل الآية بمن ينفع فيهم الإنذار: هو ما علم أن رسول الله ÷ بلغ المشركين رسالة ربه واستمر على إنذارهم وسعى جهده في ذلك، فلما جاء الحصر في هذه الآية بقصر الإنذار على الذين يخشون ربهم بالغيب علمنا أنه قصد به الانتفاع بالإنذار.
(٢) سؤال: يقال: بأن الحرور بالليل يقابل السموم بالنهار فما صحة ذلك؟ أم أنه أيضاً يطلق على شدة الحر في النهار؟ وما علة ذلك؟
الجواب: الحرور يطلق على شدة الحر، أي: على السموم، والحرور: مبالغة في الحر غلب على =