سورة فاطر
  ومعنى «نكير»: إنكاري عليهم بالاستئصال.
  وقومك يا محمد إن لم يستجيبوا ويؤمنوا فسيصيبهم مثل ما أصاب تلك الأمم من قبلهم.
  {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا}(١) ألم تنظر إلى أثر قدرة الله سبحانه وتعالى كيف ينزل المطر من السماء بقدرته فيحيي به الأرض، وينبت به أصناف النبات والثمار المتنوعة في ألوانها وأشكالها، فمن الذي خالف بين أشكالها وألوانها تلك، وهي تسقى بماء واحد، وتنبت في أرض واحدة(٢)؟ أليس ذلك من عجيب قدرة الله تعالى ومن الآيات الدالة عليه؟
  {وَمِنَ(٣) الْجِبَالِ جُدَدٌ(٤) بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا} وكذلك من آياته الدالة
(١) سؤال: ما إعراب: «مختلفاً ألوانه» وما السر في تذكير «مختلفاً»؟
الجواب: «مختلفاً» صفة لثمرات، وذكر لرفعها لفاعلها المذكر.
(٢) سؤال: قد يقال بأن الاختلاف إنما جاء نتيجة لاختلاف البذر أو الشجرة المغروسة فبماذا يجاب على ذلك؟
الجواب: لا شك أن اختلاف الثمرات يكون لاختلاف البذر والشجر، إلا أن الله تعالى هو الذي أنزل الماء وأخرج به تلك الثمرات، فالله تعالى هو الذي أنزل الماء بقدرته وهو الذي أخرج الثمار المختلفة بقدرته، وليس البذر هو الذي أخرج الثمار؛ إذ لا قدرة له ولا اختيار ولا حياة.
(٣) سؤال: هل الواو عاطفة فعلامَ عطف «جدد»؟ أم استئنافية، فهل «جدد» مبتدأ مؤخر والجار والمجرور خبر مقدم؟ وما وجه الاستئناف فيها؟
الجواب: الواو استئنافية، {وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ ...} مبتدأ وخبر، ووجه الاستئناف بيان آثار قدرة الله في ألوان الجبال بيض وحمر وغرابيب سود، وفيها الإشارة إلى اختلاف الطرق فمنها البيض الواضحة التي لا يضل سالكها، ومنها ... إلخ. والتنبيه إلى أن طريق الحق واضحة لا التباس فيها ولا تعتيم عليها.
(٤) سؤال: ما نوع اسمية «جدد»؟ وما أصل اشتقاقها حتى صارت الطرق؟ وهل يمكن أن =